للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحضورهم ليخرج إليهم

(قوله مازال بكم صنيعكم الخ) أي استمر حرصكم على المحافظة على صلاة التراويح في الجماعة حتى ظننت أنها ستفرض عليكم ولو فرضت عليكم ما قمتم بها كما في رواية النسائي فصلوا صلاة التطوع في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المفروضة فإنها في المسجد أفضل (وبالحديث) استدل على أن صلاة التراويح في البيت أفضل وأنها تصلى جماعة وانفرادًا، والجمهور على أن الأفضل في زماننا صلاتها بالمسجد جماعة

(وأجابوا) عن الحديث بأنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إنما قال فعليكم بالصلاة في بيوتكم خوف الافتراض وقد زال الخوف بوفاته فارتفع المانع وصار فعلها في المسجد جماعة أفضل لأنها من الشعائر الظاهرة فأشبهت صلاة العيد والكسوف والاستسقاء. قال ابن حجر وبه أخذ أئمتنا فقالوا يسن فعل النوافل التي لا تسن فيها الجماعة في البيت فهوأفضل منه في المسجد ولو الكعبة أو الروضة الشريفة لأن فضيلة الاتباع تربوعلى فضيلة المضاعفة ولتعود بركتها على البيت ولأنه أبعد عن الرياء وإن خلا المسجد اهـ

قال صاحب المرقاة والظاهر أن الكعبة والروضة الشريفة تستثنيان للغرباء لعدم حصولهما في مواضع أخر فتغتنم الصلاة فيهما قياسًا على ما قاله أئمتنا إن الطواف للغرباء أفضل من صلاة النافلة اهـ.

(والحديث) أخرجه أيضًا البخاري ومسلم والترمذي والنسائي والبيهقي مختصرًا ومطولًا.

(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللهِ أَنَا نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "اجْعَلُوا في بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلاَتِكُمْ وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا".

(ش) هذا الحديث تقدم في باب صلاة الرجل التطوع في بيته من الجزء السادس وذكر هنا للمناسبة (يحيى) بن سعيد القطان. و (عبيد الله) بن عمر بن حفص العمري تقدم بالأول صفحة ٢٧١.

(معنى الحديث)

(قوله اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم) أي اجعلوا بعض صلاتكم وهي النافلة مؤداة في بيوتكم. فمن تبعيضية مفعول أول وفي بيوتكم مفعول ثان قدم اهتمامًا بشأن البيوت وأن من حقها أن تؤدي فيها النوافل لتستنير

(قوله ولا تتخذوها قبورًا) أي لا تجعلوها كالقبور مهجورة من الصلاة فيها، وهو من التمثيل البديع حيث شبه البيت الذي لا يصلي فيه بالقبر والغافل عن الطاعة بالميت. وقيل معناه لا تدفنوا فيها موتاكم فيكون من باب الحقيقة

(ويؤخذ) من حديثي الباب فضل صلاة التطوع في البيت. وتقدم الكلام عليه في "باب صلاة الرجل التطوع في بيته"

<<  <  ج: ص:  >  >>