للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عبد الله الكوفي تقدم بالثالث صفحه ١٦٣. و (يسيع) بضم المثناه التحتية وفتح السين المهملة. ويقال أسيع بالهمزه (الحضرمي) الكوفي. روى عن النعمان بن بشير وعلى. وعنه ذر بن عبد الله وثقه النسائي وقال ابن المديني معروف, وذكره ابن حبان في الثقات روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي والبخاري في الأدب

(معنى الحديث)

(قوله الدعاء هو العبادة) الحصر فيه للمبالغة فإن الدعاء في الأصل التذلل والتضرع إلى الله تعالى في الحوائج كلها. والتذلل بين يدي الله تعالى هو أصل العبادة وخلاصتها لدلالته على الاقبال على الله تعالى والإعراض عما سواه لأن الداعي وقت دعائه لا يرجو إلا الله تعالى قائمًا بحقوق العبودية معترفًا بحق الربوبية

(قوله قال ربكم ادعوني استجيب لكم) أي الخ الآية فان الاستدلال على كون الدعاء هو العبادة بقوله تعالى "إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" فقد اطلق لفظ العبادة على الدعاء. وفي رواية الترمذي ثم قرأ "وقال ربكم ادعوني استجيب لكم" أي اجبكم فيما دعوتم

(فان قلت) قوله ادعوني أمر والأمر للوجوب وقوله سيدخلون جهنم داخرين وعيد يدل على وجوب الدعاء والإجماع على عدم وجوبه "اجيب" بأن مفهوم الدعاء يشمل جميع العبادات فرضها ونفلها. أو يقال الأمر للاستحباب والوعيد ليس على ترك الدعاء مطلقًا بل على تركه استكبارًا. وقال بعضهم المراد بالدعاء في الآية العبادة أي اعبدوني أثبكم على العبادة لكنه لا يناسب سياق الحديث

(وفي الحديث) دلالة على مزيد فضل الدعاء وأنه من العبادة, وقد روى عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "الدعاء مخ العبادة" وروى ابن ماجه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء" ورواه الترمذي: وقال حسن غريب. وروى أيضًا عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر" وروى أيضًا ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء". وروى أيضًا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "من لم يسأل الله يغضب عليه"

(والحديث) أخرجه أيضًا أحمد والنسائي وابن ماجه والترمذي والحاكم والطبراني وابن شيبة

(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ عَنْ أَبِي نُعَامَةَ عَنِ ابْنٍ لِسَعْدٍ أَنَّهُ قَالَ سَمِعَنِي أَبِي وَأَنَا أَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَنَعِيمَهَا وَبَهْجَتَهَا وَكَذَا وَكَذَا وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَسَلاَسِلِهَا وَأَغْلاَلِهَا وَكَذَا وَكَذَا فَقَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>