للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ش) (هشيم) بن بشيرتقدم بالأول صفحة ٢٠١. وكذا (حصين) بن عبد الرحمن صفحة ١٩٩

(قوله رقد عند النبي الخ) يعني بات عنده وكان ذلك عند خالته ميمونة كما صرح به في رواية مسلم وفيها قال فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وأهله في طولها

(قوله فرآه استيقظ) أي انتبه من نومه. وكان ذلك قبل نصف الليل أو بعده بقليل. ففي رواية مالك ورواية لمسلم فنام رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ

(قوله وتوضأ وهو يقول الخ) أي أراد الوضوء حالة كونه قائلًا هذه الآيات. لما في رواية مالك ومسلم استيقظ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ثم قام إلى شنّ معلق فتوضأ منه

(قوله إن في خلق السموات والأرض الخ) أي في إيجاد السموات والأرض وما فيهما دلائل لأولي العقول السليمة على وحدانية الله عَزَّ وَجَلَّ. وقرأ هذه الآيات لما فيها من دلائل التوحيد والثناء على قوّام الليل والتنفير من المعاصي والترغيب في الطاعات التي يترتب عليها الإكرام في دار النعيم وغير ذلك

(قوله ثم قام فصلى ركعتين الخ) يعني بعد أن صلى الركعتين الخفيفتين اللتين كان يفتتح بهما صلاة الليل. وبهذا تتفق هذه الرواية مع الروايات الآتية في عدد الركعات ثلاث عشرة ركعة. ويحتمل تعدد الواقعة

(قوله ست ركعات) بالنصب بدل من ثلاث. ويجوز الرفع على أنه خبر لمبتدإ محذوف أي وهذه ست ركعات

(قوله كل ذلك يستاك الخ) أي في كل مرة من الثلاث يستاك. وقولها بثلاث ركعات متعلق بأوتر. وهذا وقوله فأتاه المؤذن فخرج إلى الصلاة انفرد به عثمان بن أبي شيبة. وقال محمَّد بن عيسى في روايته ثم أوتر فأتاه بلال إلى قوله ثم خرج إلى الصلاة, وغرض المصنف بهذا بيان الفرق بين لفظي شيخيه بأن عثمان ذكر أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أوتر بثلاث ركعات ولم يذكر أنه صلى سنة الفجر، وأن محمَّد بن عيسى ذكر أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم صلى سنة الفجر ولم يذكر عدد ركعات الوتر وصرح باسم المؤذن وبإعلامه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بالصلاة حين طلع الفجر

(قوله ثم اتفقا الخ) أي اتفق عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن عيسى على قوله خرج إلى الصلاة وهو يقول اللهم اجعل في قلبي نورًا الخ. والتنوين للتعظيم أي نورًا عظيمًا. والنور في الأصل ما يتبين به الشيء حسيًا كان أو معنويًا والمراد به هنا ضياء الحق وبيانه. قال في النهاية كأنه قال اللهم استعمل هذه الأعضاء مني في الحق واجعل تصرّفي وتقلبي فيها على سبيل الثواب والخير اهـ

وقيل المراد به العلم والهداية فقد سأل العلم والهداية لقلبه وجميع أعضائه وتصرفاته وجملته في جهاته الست حتى لا يزيغ شيء منها عن الهداية. فالمراد بطلب النور لما ذكر من الأعضاء أن يتحلى كل عضو منها بأنوار المعرفة والهداية ويتخلى عن ظلمة الجهالة والضلالة فإن ظلمات

<<  <  ج: ص:  >  >>