(قوله إذا كان العبد يعمل صالحًا الخ) أي كان في حال صحته يعمل أعمالًا صالحة كصلاة وصيام فمنعه عن ذلك مرض أوسفر مباح كتب له مثل ثواب العمل الذي كان يعمله صحيحًا مقيمًا
(وفيه دلالة) علي أن المريض والمسافر إذا شغلا بذلك عن الطاعة كتب لها أجر ما كان يعملانه صحيحين مقيمين
(وقد ورد في ذلك روايات) منها ما رواه النسائي عن عائشة رضي الله تعالى عنها مرفوعًا "ما من امرئ تكون له صلاة من الليل يغلبه عليه نوم أو وجع إلا كتب له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة"
ومنها ما رواه أحمد عن أنس مرفوعًا "إذا ابتلي الله العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله فإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه"
ومنها ما رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط البزار عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم (عجب للمؤمن وجزعه من السقم ولوكان يعلم ما له من السقم أحب أن يكون سقيمًا الدهر, ثم إن رسول الله صلى الله عليه تعالى وعلى آله وسلم رفع رأسه إلى السماء فضحك فقيل يا رسول الله مم رفعت رأسك إلى السماء فضحكت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه تعالى وعلى آله وسلم عجبت للملكين كانا يلتمسان عبدًا في مصلى كان يصلي فلم يجداه فرجعا فقالا: يا ربنا عبدك فلان كنا نكتب له في يومه وليلته عمله الذي كان يعمل فوجدناه حبسته في حبالك (أمرضته وأقعدته عن العمل) قال الله تبارك وتعالي اكبتوا لعبدي عمله الذي كان يعمل في يومه وليلته ولا تنقصوا منه شيئًا وعلي أجره ما حبسته وله أجر ما كان يعمل)
ومنها ما رواه الحاكم وصححه وأحمد واللفظ له عن عبد الله بن عمر أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال "ما من أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر عَزَّ وَجَلَّ الملائكة الذين يحفظونه قال: اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان يعمل في وثاقي"
(وفي حديث الباب ونحوه) دلالة على أن من تأخر عن الجماعة والجهاد ونحوهما من مجامع الخير لعذر من الأعذار المرخصة لذلك يحصل له من الأجر مثل ما يحصل لمن حضرها وفيها أيضًا رد على من زعم أن تلك الأعذار مسقطة للكراهة والإثم من غير أن تكون محصلة للفضيلة
(والحديث) أخرجه أيضًا البخاري والبيهقي من طريق يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب
[باب عيادة النساء]
أي بيان حكم عيادة الرجال النساء في مرضهن وفي بعض النسخ إسقاط هذه الترجمة