(قوله زاد مسدد الخ) أي زاد مسدد بن مسرهد في روايته علي سلمان بن حرب قول أبيّ ولكن كره ابن مسعود أن تعتمدوا علي قول واحد وهو أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان وإنكان هو الصحيح الغالب علي الظن فلا تقوموا إلا تلك الليلة وتتركوا قيام باقي ليالي العام فتفوت حكمة الإبهام التي نسي النبي صلى الله تعالى عليه وعلي آله وسلم بسببها تعيين ليلة القدر وهي طلب الاجتهاد في الطاعة في جميع ليالي الشهر فقد روى محمَّد بن نصر من طريق وأهب بن عبد الله المغافري أنه سأل زينب بنت أم سلمة عن ليلة القدر فقالت لم يكن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يعلمها ولو علمها لم تقم الناس غيرها، وقوله أو أحب أن لا يتكلوا بالشك من الراوي. وفي رواية مسلم أراد أن لا يتكل الناس بلا شك
(قوله ثم اتفقا والله إنها الخ) أي اتفق سليمان بن حرب ومسدد على قول أبيّ والله إن ليلة القدر لفي رمضان ليلة سبع وعشرين. وفي رواية مسلم أما إنه قد علم أنها في رمضان وأنها في العشر الأواخر وأنها ليلة سبع وعشرين
(قوله لا يستثنى) بياء الغائب، وهو من كلام زر بن حبيش أي حلف أبيّ حال كونه غير مستثن في يمينه بنحو إن شاء الله. وفي بعض النسخ لا نستثني بنون الجماعة فيكون من كلام أبيّ والمعنى لا نستثني في يميننا. ويؤيد الرواية الأولى ما في رواية مسلم ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين
(قوله قلت يا أبا المنذر الخ) كنية أبيّ بن كعب أي قال زر بن حبيش له من أين علمت أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين قال بالعلامة التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال له عاصم ما العلامة التي أخبركم بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال تطلع الشمس صبيحتها بيضاء نقية خالية من الشعاع مثل الطست وهو اسم للإناء المعروف معرّب لأن التاء والطاء لا يجتمعان في كلمة عربية. ذكره في المصباح وقد تقدم في باب صفة وضوء النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أن فيه لغات طست وطس وطسه بفتح الطاء وكسرها في الكل. والشعاع ما يرى من ضوء الشمس عند بروزها كالحبال مقبلة إلى الناظر وذلك لأن الملائكة لكثرة اختلافها في ليلة القدر ونزولها إلى الأرض وصعودها تحجب بأجنحتها وأجسامها اللطيفة شدة ضوء الشمس فلا يرى لها شعاع. وفائدة هذه العلامة مع أنها لا توجد إلا بعد انقضاء الليلة أن يشكر الله تعالى من وفق لقيامها ويستعد لقيامها في السنة المقبلة
(وقد. ورد) لها علامات أخر. منها ما رواه ابن نصر عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال أمارة ليلة القدر أنها ليلة صافية مليحة كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنة لا حر فيها ولا برد ولا يحل لكوكب أن يرى فيها بنجم حتى الصباح وأن أمارة الشمس صبيحتها أن تجري لا شعاع لها مثل القمر ليلة البدر ولا يحل لشيطان أن يخرج معها يومئذ.
وقوله مليحة بضم الميم من ألاح يليح إذا تلألأ أي ليلة مضيئة بالأنوار. وروى أحمد عن