للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ش) (القعنبي) عبد الله بن مسلمة. و (أبو العلاء) عبد الرحمن بن يعقوب

(قوله السلام عليكم) وفي رواية أحمد سلام عليكم. وفيه دلالة على أن السلام على الموتى يقدم فيه المبتدأ على الخبركالسلام على الأحياء ويقدم الدعاء على المدعوّ له فإن السلام متضمن للدعاء ونظيره قوله تعالى "رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت" ولا ينافيه ما سيأتي للمصنف في "باب كراهية أن يقول عليك السلام" من كتاب الأدب عن أبي جريّ الهجيمي "بالتصغير فيهما" قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت عليك السلام يا رسول الله فقال لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الموتى. لأنّ معناه أن هذه الصيغة تختص بالموتى، وأما السلام عليكم فمشترك

"وما قاله" بعض العلماء من لزوم تقديم المبتدإ على الخبر في السلام على الأحياء والأموات وإجابته عن حديث أبي جريّ بأنه إخبار عن عادة أهل الجاهلية من تقديم الخبر على المبتدإ في تحية الموتى كما قال شاعرهم

عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحما

"بعيد" لأنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ما كان يقر أحدًا على ما يخالف الشريعة. فتحصل أن السنة في السلام على الأحياء والأموات تقديم المبتدإ على الخبر وأنه يجوز في تحية الأموات تقديم الخبر

(قوله دار قوم مؤمنين) بالنصب على النداء، والكلام على حذف مضاف أي يأهل دار قوم مؤمنين. وسميت القبور دارًا تشبيهًا لها بمساكن الأحياء لأنهم يجتمعون في القبوركما يجتمع الأحياء

(قوله وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) ذكر المشيئة للتبرك كما في قوله تعالى "لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين" أو ذكرت لتحسين الكلام وتزيينه وليست لتعليق الموت على المشيئة لتحققه وعدم الشك فيه. ويحتمل أنها للتعليق بالنسبة للموت على الإيمان. أو أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم دخل المقابر ومعه قوم مخلصون في الإيمان وآخرون منافقون. فكان الاستثناء تنويها بشأنهم

(وفي هذا الحديث) دلالة على مشروعية ذكر هذه الكلمات عند زيارة القبور: وقد ورد في ذلك أحاديث أخر.

منها ما رواه مسلم عن بريدة قال كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية،

ومنها ما رواه الترمذي وحسنه عن ابن عباس قال مر رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال: السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر.

ومنها ما رواه مسلم عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كلما كانت ليلتها من رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم

<<  <  ج: ص:  >  >>