فالحرف الثالث, قال قول العبد الصالح شعيب عليه السلام "وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد الإ الإصلاح ما استطعت" أحكمت هذه؟ قال لا قال فابدأ بنفسك
(قوله ومن قلب لا يخشع) أي وأعوذ بك من قلب لا يخضع عند ذكر الله ولا ينقاد للأحكام الشرعية وقد حذر الله تعالى من قساوة القلوب وعدم خشوعها بنحو قوله تعالى "فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين"
(قوله ومن نفس لا تشبع) أي نفس حريصة على الدنيا لا تشبع منها ولا ترضى بما قسم الله لها
(قوله ومن دعاء لا يسمع) يعني لا يستجاب فكأنه لعدم إجابته غير مسموح حيث لم يترتب عليه الفائدة المقصودة منه
(وفي الحديث) جواز السجع في الدعاء, وما قيل من أنه مذموم فيه فمحمول على ما إذا كان بتكلف لأنه يذهب الخشوع ويلهي عن الإخلاص وفراغ القلب بخلاف ما إذا كان بلا تكلف ولا إعمال فكر
(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي وابن ماجه, وأخرج مسلم من حديث زيد بن أرقم أتم منه وأخرج الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وقال حديث صحيح غريب من هذا الوجه
(ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ نَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ قَالَ أَبُو الْمُعْتَمِرِ أُرَى أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ نَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَلاَةٍ لاَ تَنْفَعُ". وَذَكَرَ دُعَاءً آخَرَ.
(ش) (المعتمر) بن سليمان. و (أبو المعتمر) سليمان بن طرخان
(قوله أرى أن أنس ابن مالك) أي أظن أن أنس بن مالك الخ فأرى بضم الهمزة مبني للمفعول
(قوله أعوذ بك من صلاة لا تنفع) أي لا تقبل ولا يكون لي فيها ثواب
(ص) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ هِلاَلِ بْنِ يِسَافٍ عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيِّ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُو بِهِ قَالَتْ كَانَ يَقُولُ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ".
(ش) (رجال الحديث) (جرير) بن عبد الحميد. و (فروة ابن نوفل) الأشجعي الكوفي. روى عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مرسلًا