الأنصاري المازني. روى عن الزهري وعمر بن عبد العزيز وعطاء بن يسار والحارث بن عبد الله بن كعب والسائب بن خلاد وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك ويزيد بن الهاد وعبد العزيز بن أبي سليمان وثقه النسائي وأبو حاتم وابن حبان وابن عبد البر وقال في التقريب بن الهاد وعبد العزيز بن أبي سليمان. وثقه النسائي وأبو حاتم وابن حبان وابن عبد البر وقال في التقريب ثقه من السابعة. توفي في خلافه أبي جعفر المنصور. روى له البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه
(معنى الحديث)
(قوله أن رجلًا سمع رجلًا الخ) السامع هو أبو سعيد الخدري. والقارئ أخوه لأمه قتاده بن النعمان كما جزم به ابن عبد البر فقد أخرج الدارقطني هذا الحديث عن أبي سعيد بلفظ إن لي جارًا يقوم بالليل فما يقرأ إلا بقل هو الله أحد, وأخرج أحمد من طريق أبي الهيثم عن أبي سعيد قال بات قتاده بن النعمان يقرأ من الليل كله قل هو الله أحد لا يزيد عليها (الحديث)
(قوله وكأن الرجل الخ) أي كأن السائل يتلقاها بتشديد اللام أي يعدها قليله. يقال تقلل الشيء واستقله وقاله اذا رآه قليلًا, والمراد أنه رآها قليله في العمل لا أنه عدها ناقصه
(قوله أنها لتعدل ثلث القرآن) أي أن قل هو الله أحد لتماثل ثلث القرآن لأنه يشتمل على ثلاثه اقسام قصص وأحكام وعقائد, وقل هو الله أحد تتعلق بالعقائد فكانت بمنزله الثلث , ويؤيده ما في صحيح مسلم من طريق قتاده عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن قالوا نعم قال فإن الله تعالى جزأ القرآن ثلاثه أجزاء فجعل قل هو الله أحد ثلث القرآن "وما اعترض به" ابن عبد البر من أن في القرآن آيات كثيره فيها أكثر مما فيها من التوحيد كآية الكرسي وآخر الحشر ولم يرد فيها ذلك "أجاب عنه" القرطبي بأن هذه السورة قد اشتملت على اسمين من أسماء الله تعالى يتضمنا جميع أوصاف الكمال لم يوجدا في غيرها من السور وهما الأحد والصمد لأنهما يدلان على أحديه الذات المقدسة الموصوفة بجميع أوصاف الكمال. وذلك أن الأحد يشعر بوجوده الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره. والصمد يشعر بجميع أوصاف الكمال لأنه الذي انتهى إليه السؤدد فكان مرجع الطلب منه وإليه, ولا يتم ذلك على وجه التحقيق إلا لمن حاز جميع خصال الكمال وذلك لا يصلح إلا لله تعالى: فلما اشتملت هذه السورة على معرفه الذات المقدسة كانت بالنسبة إلى تمام المعرفه بصفات الذات وصفات الفعل ثلثا. وقيل أن ثواب قرائتها يعدل ثواب قراءه ثلث القرآن وضعفه ابن عقيل وقال لا يجوز أن يكون المعنى فله أجر ثلث القرآن لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم "من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات" فيكون ثواب قراءه القرآن بتمامه أضعافًا مضاعفة بالنسبة لثواب قراءه هذه السورة. قال وأجاب الدواني عن هذا الإشكال بأن للقارئ ثوابين تفصيليًا بحسب قراءه الحروف وإجماليًا بحسب ختم القرآن, فثواب قل هو الله أحد يعدل ثلث الختم الإجمالي دون التفصيلي