للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من هذا فيتحول ولا يشهد إلا الجمعة فتتعذر عليه سائمته فيقول لو طلبت لسائمتي مكانا هو أكلأ من هذا فيتحول فلا يشهد الجمعة ولا الجماعة فيطبع الله على قلبه

(ومنها) ما رواه البيهقي وابن ماجه عن جابر قال خطبنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقال يا أيها الناس توبوا إلى لله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السرّ والعلانية ترزقوا وتنصروا واعلموا أن الله أفترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في يومي هذا في شهري هذا من عامي هذا إلى يوم القيامة فمن تركها في حياتي أو بعدي وله إمام عادل أو جائر استخفافًا بها وجحودًا بها فلا جمع الله له شمله ولا بارك له في أمره ألا ولا صلاة له ألا ولا زكاة له ألا ولا حج له ألا ولا صوم له ألا ولا برّ له حتى يتوب فمن تاب الله عليه

(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي والدارمي والحاكم

[باب كفارة من تركها]

أي في بيان مقدار كفارة من ترك الجمعة لغير عذر كما في الحديث

(ص) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنَا هَمَّامٌ نَا قَتَادَةُ عَنْ قُدَامَةَ بْنِ وَبَرَةَ الْعُجَيْفِيِّ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ "مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَلْيَتَصَدَّقْ بِدِينَارٍ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِنِصْفِ دِينَارٍ".

(ش) (رجال الحديث) (همام) بن يحيى بن دينار تقدم في الجزء الأول صفحة ٧٤. و (قدامة ابن وبرة) بفتحات. روى عن سمرة هذا الحديث. وعنه قتادة بن دعامة. قال أحمد ابن خزيمة والذهبي لا نعرفه وقال البخاري لم يصح سماعه من سمرة وقال في التقريب مجهول من الرابعة ووثقه ابن معين. روى له أبو داود والنسائي. و (العجيفي) بضم العين المهملة وفتح الجيم نسبة إلى عجيف بن ربيعة

(معنى الحديث)

(قوله فليتصدق بدينار) الأمر فيه للندب لأن الجمعة لها بدل وهو الظهر. وهذه الكفارة لتخفيف إثم الترك لا مزيلة له أصالة لأن تركها من غير عذر من الكبائر كما هو ظاهر الأحاديث الواردة بالوعيد الشديد أما هو الإثم كله فلابدّ فيه من التوبة

(قوله فإن لم يجد فبنصف دينار) أي إن لم يجد دينارًا كاملًا فليتصدق بنصف دينار

(والحديث) أخرجه النسائي والحاكم والبيهقي. وهو ضعيف لعدم سماع قدامة من سمرة كما تقدم

<<  <  ج: ص:  >  >>