(وأكثر الفقهاء) على استحباب الجهر بالتكبير لما رواه الدارقطني عن ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا غدا يوم الأضحى ويوم الفطر يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى ثم يكبر حتى يأتي الإِمام. ولما رواه الشافعي عن ابن عمر أيضًا أنه كان إذا غدا إلى المصلى كبر فرفع صوته بالتكبير. ولما تقدم نقله عن البخاري من الآثار عن عمر وابنه أنهم كانوا يجهرون بالتكبير ويكبر أهل منى حتى ترتجّ منى بالتكبير
(وقال أبو حنيفة) يسرّ بالتكبير لقوله تعالى (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً ... الآية) ولما روى أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم رأى أقوامًا يرفعون أصواتهم عند الدعاء فقال إنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا. ولقوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم خير الذكر الخفيّ. ولأن الأصل في الثناء الإخفاء إلا ما خصه الشرع كيوم الأضحى
(قوله عن عبيد الله الخ) ظاهر السياق أن عبيد الله رأى عمر وحضره لما سأل أبا واقد. لكن عبيد الله لم يدرك عمر فلم يسمع سؤاله لأبي واقد كما قاله البيهقي والنووي فالحديث منقطع. لكن رواه مسلم والبيهقي من طريق فليح عن ضمرة قال حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي واقد قال سألني عمر بن الخطاب بم قرأ رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "الحديث" وقد أدرك عبيد الله أبا واقد وسمعه من غير خلاف فالحديث متصل كما قاله النووي في شرح مسلم وعلاء الدين في الجوهر النقي (وسأل عمر) أبا واقد عن هذا ومثله لا يخفى عليه لكثرة ملازمته للنبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إما لاختبار أبي واقد أحفظه أم لا أو اشتبه الأمر على عمر فأراد أن يتثبته
(قال العراقي) ويحتمل أن عمر كان غائبًا في بعض الأعياد عن شهوده وأن ذلك الذي شهده أبو واقد كان في عيد واحد أو أكثر ولا عجيب أن يخفى على الصاحب الملازم بعض ما وقع