للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشمه ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف وأنت يا رسول الله؟ فقال يابن عوف إنها رحمة ثم أتبعها بأخرى فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا بفراقك يا إبراهيم محزونون

[باب في النوح]

أي في النهي عنه والتنفير منه. والنوح بفتح فسكون رفع الصوت بالبكاء

(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- نَهَانَا عَنِ النِّيَاحَةِ.

(ش) (عبد الوارث) بن سعيد. و (أيوب) السختياني. و (حفصة) بنت سيرين

(قوله نهانا عن النياحة) أي عن رفع الصوت بالبكاء. والنياحة اسم من ناحت المرأة تنوح نوحًا إذا بكت على الميت وعددت محاسنه. أو على ما فاتها من متاع الدنيا

(والحديث) يدل على حرمه النياحة على الميت وعلى ما يفوت من متاع الدنيا, أما النياحة على المعصية فمن العبادة. وقد جاء في التحذير من النياحة أحاديث. منها ما أخرجه الإمام أحمد عن أنس قال أخذ النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على النساء حين بايعهن أن لا ينحن فقلن يا رسول الله إن نساء أسعدننا في الجاهلية أفنسعدهن في الإِسلام؟ فقال لا إسعاد في الإِسلام.

ومنها ما أخرجه مسلم عن أبي مالك الأشعري أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة, والنائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب.

ومنها ما أخرجه ابن ماجه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: النياحة على الميت من أمر الجاهلية, فان النائحة لم تتب قبل أن تموت فإنها تبعث يوم القيامة عليها سرابيل من قطران ثم يغلي عليها بدرع من لهب النار. وفي إسناده عمر بن راشد: ضعفه جماعة

(الحديث) أخرجه أيضًا البخاري من طريق أيوب عن محمَّد عن أم عطية قالت: أخذ علينا النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة: أم سليم وأم العلاء وابنه أبي سبره امرأة معاذ وامرأتين: وأخرجه مسلم والنسائي والبيهقي بنحوه: ولمسلم في رواية أخرى عن أم عطية أيضًا قالت: لما نزلت هذه الآية "يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئًا ولا يعصينك في معروف" قالت: كان منه النياحة, قالت فقلت يا رسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>