للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ص) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ نَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ كَانَ سَعِيدٌ يَعْنِى ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ سِرُّهُ أَوَّلُهُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ سِرُّهُ وَسَطُهُ وَقَالُوا آخِرُهُ.

(ش) (الرجال) (أحمد بن عبد الواحد) بن واقد التميمى الدمشقي المعروف بابن عبود. روى عن أبي مسهر عبد الأعلى ومحمد بن بلال وأبى صالح وغيرهم. وعنه أبو داود والنسائى وأبو بشر الدولابي وجماعة. وثقه حمد بن يحيى وابن أبي عاصم والعقيلى وقال النسائى صالح لا بأس به. وفي التقريب صدوق من الحادية عشرة. روى له أبو داود والنسائى. توفي سنة أربع وخمسين ومائتين. و (أبو مسهر) عبد الأعلى بن مسهر

(المعنى)

(قوله سره أوله) أنكر هذا غير واحد من أهل اللغة. قال الأزهرى: لا أعرف السر بهذا المعنى إنما يقال: سرار الشهر وسراره وهو آخر ليلة يستسر الهلال بنور الشمس اهـ من النهاية وقال الهروى. والذى يعرفه الناس أن سرره آخره، وقال الخطابي. أنا أنكر هذا التفسير وأراه خطأ في النقل ولا أعرف له وجها في اللغة، والصحيح أن سرّه آخره اهـ وقد يجاب "بأن التفسير" الذى حكاه المصنف عن الأوزاعى وسعيد بن عبد العزيز "محمول" على أن المراد بالشهر في حديث "صوموا الشهر وسره" رمضان وبأوله قبله، فالمعنى صوموا رمضان وقبله من شعبان وأطلق عليه كونه أول رمضان لقربه منه. وفيه تكلف لا يخفى

(قوله قال أبو داود الخ) هو ساقط من بعض النسخ

(قوله وقال بعضهم سرّه وسطه) وجه بأن السرر جمع سرّة. وسرّة الشئ وسطه. ويؤيده الندب إلى صيام الأيام البيض وهى وسط الشهر، وأنه لم يرد في صيام آخره ترغيب بل ورد نهى خاص عن صيام آخر شعبان احتياط لرمضان. قال النووى فى شرح مسلم: ويعضد من فسره بوسطه الرواية السابقة في الباب قبله "أصمت من سرّة هذا الشهر؟ " وسرارة الوادى وسطه وخياره، وقال ان السكيت سرار الأرض أكرمها ووسطها وسرار كل شئ وسطه وأفضله فقد يكون سرار الشهر من هذا. قال القاضى عياض والأشهر أن المراد آخر الشهر كما قاله أبو عبيدة والأكثرون اهـ والرواية التى أشار إليها هى "ما في مسلم من طريق غيلان بن جرير عن مطرف عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال له أو لرجل وهو يسمع: يا فلان أصمت من سرة هذا الشهر؟ قال لا. قال فإذا أفطرت فصم يومين، قال النووى وهذا تصريح من مسلم بأن هذه الرواية بالهاء وغيرها بالراء، ولذا فرق بينهما وأدخل الأولى مع حديث عائشة كالتفسير له فكأنه يقول يستحب أن تكون الأيام الثلاثة من سرة الشهر وهى وسطه اهـ وحديث عائشة الذى أشار إليه أخرجه مسلم من طريق معاذة العدوية أنها سألت عائشة "أكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت نعم. فقالت لها من أى أيام كان يصوم؟

<<  <  ج: ص:  >  >>