الياء منسوب إلى القارة قبيلة سميت باسم أبيها القارة بن الديش، أما رواية قتيبة ففيها لفظ عبد الرحمن وليس فيها لفظ القارىّ. كما تقدم بيانه
(معنى الحديث)
(قوله من نام عن حزبه الخ) أي نام عنه كله أو بعضه في الليل فقراه في الوقت الذي بين صلاة الصبح وصلاة الظهر. والغرض منه الحث على المبادرة بفعل ما تركه ويحتمل أن الأداء مع المضاعفة مشروط بخصوص هذا الوقت
(قوله كتب كأنما قرأه من الليل) يعني أثبت له أجره كاملًا كثوابه لو أداه في الليل وهذا تفضل من الله تعالى. وهذه الفضيلة إنما تحصل لمن غلبه النوم أو طرأ له عذر منعه من القيام وكانت نيته القيام. فقد روى مسلم وغيره عن عائشة أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتى عشرة ركعة
(فقه الحديث) دلّ الحديث على مشروعية اتخاذ الأوراد ليلًا، وعلى استحباب قضاء الورد إذا فات في الليل بنوم أو غيره من الأعذار
(واختلفت) الأئمة في ذلك. فذهب أبو حنيفة وأبو يوسف إلى أن من فاتته صلاة الليل أو شيء من النوافل الراتبة استحب له قضاؤه بين صلاة الصبح والظهر أخذًا بحديث الباب وذهبت الشافعية ومحمد وأحمد في رواية عنه إلى استحباب قضائه في النهار أخذًا برواية مسلم السابقة، وقالت المالكية من فاتته صلاة الليل لعذر كغلبة النوم عليه فإن تذكرها قبل صلاة الصبح صلاها قبل أن يصلي الصبح وإلا فليس له قضاؤها
(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه أحمد ومسلم وابن ماجه والبيهقي والترمذي وقال حديث حسن صحيح، ورواه النسائي مرفوعًا وموقوفًا، ولذا عاب الدارقطني على مسلم روايته، وزعم أنه معلل بروايته مرفوعًا وموقوفًا. ورده النووي بأن هذا التعليل فاسد والحديث صحيح وإسناده صحيح لأن الذي عليه الفقهاء والأصوليون ومحققو المحدثين أنه إذا روى الحديث مرفوعًا وموقوفًا أو موصولًا ومرسلًا حكم بالرفع والوصل لأنها زيادة ثقة سواء أكان الرافع والواصل أكثر أم أقل في الحفظ والعدد
[باب من نوى القيام فنام]
أي فيمن عزم أول الليل على القيام آخره فغلبه النوم فلم يستيقظ أله أجر أم لا، وفي نسخة "باب فيمن نوى القيام فنام"