مائلين إلى البياض لسمنهما تثنيه زهراء من الزهرة وهي الحسن والبهجة
(قوله بغير إثم) متعلق بقوله يأخذ وهو كنايه عن كونهما جلالين بغير ثمن ليستا مشوبتين بشيء من الإثم كان يسرقهما أو يغصبهما
(قوله ولا قطع رحم) وفي نسخه ولا قطيعه رحم وهو من ذكر الخاص بعد العام والمراد إلا يأخذهما من ذوي رحمه بالغصب أو السرقه المترتب عليه قطيعه الرحم
(قوله قالوا كلنا يا رسول الله الخ) أي كلنا يحب ذلك وهذا إلا ينافي اختيارهم الفقر فإنهم أرادوا الدنيا للدين ليصرفوا على المحتاجين والمجاهدين فأراد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أن يرقيهم عن هذا المقام قال فلأن يغدو أحدكم الخ أي إذا كنتم غير تاركين فلأن يذهب أحدكم كل يوم إلى المسجد ليتعلم الخ. والسلام للقسم والفعل في تأويل مصدر مبتدأ خبره خير والتقدير والله غدو أحدكم في كل يوم إلى المسجد ليتعلم آيتين من كتاب الله تعالى خير له من هاتين الناقتين
(قوله وإن ثلاث فثلاث الخ) أي وإن كان الذي يتعلمه ثلاث آيات فهن خير من النوق الثلاث وفي رواية مسلم وأربع خير من أربع ومثل أعدادهن مثل أعدادهن من الإبل أي وسائر الأعداد من الآيات خير من مثل أعدادهن من الإبل ويحتمل أن يكون المعنى أن آيتين خير من ناقتين ومن أعدادهما من الإبل وثلاث خير من ثلاث ومن أعدادهن من الإبل وكذا أربع والحاصل أن الآيات تفضل على أعدادهن من النوق ومن أعدادهن من الإبل وهذا من باب التمثيل والتقريب وإلا فجميع الدنيا أحقر من أن تقابل بمعرفه شيء من كتاب الله تعالى وفي هذا كله الترغيب في تعلم القرآن
(وقد جاء) في فضل قراءة القرآن والترغيب في حفظه أحاديث أخر.
منها ما أخرجه الترمذي عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله تعالى وعلى آله وسلم وخيركم وأفضلكم من تعلم القرآن وعلمه
ومنها ما أخرجه أيضًا عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يا رب حلة فيلبس تاج الكرامه ثم يقول يا رب زده فيلبس حله الكرامه ثم يقول يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقال له أقرأ وارق وتزاد بكل آيه حسنة
ومنها ما أخرجه ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أوصني قال عليك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله قلت يا رسول الله -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- زدني قال عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء
ومنها ما أخرجه مسلم عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول اقراءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه.
ومنها ما أخرجه الشيخان والنسائي عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجه ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانه ريحها طيب وطعمها مر ومثل