للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأجر على قدر التعب ولا يخفى بعده

(وفي الحديث) الحث على حفظ القرآن واتقانه وبيان علومنزلة من فعل ذلك

(والحديث) أخرجه أيضًا البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه والبيهقي والترمذي وقال حسن صحيح

(ص) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ "مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ تَعَالَى يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ الله فِيمَنْ عِنْدَهُ".

(ش) (أبو معاوية) محمَّد بن خازم الضرير تقدم بالأول صفحه ٣٦

(قوله ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله) المراد بهم المساجد وخصها بالذكر لأنها أشرف البقاع ويلحق بها غيرها من الأمكنه الطاهره

(قوله ويتدارسونه بينهم) أي يقرءونه ويتعهدونه بالحفظ والإتقان. والأولى أن يقرأ الثاني ما قراه الأول لما قيل إنها الكيفيه التي كانت تحصل من النبي صلى الله عليه واله وسلم مع جبريل حينما يدارسه القرآن ومحله ما لم يؤد إلى التخليط والتشويش على المتعبدين وإلا منع لعموم قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (لا ضرر ولا ضرار) رواه الترمذي وابن ماجه وراواه مالك في الموطأ مرسلًا وقوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم (من ضار مسلمًا ضاره الله ومن شق مسلمًا سياق الله عليه) رواه الترمذي أيضًا وحسنه وسيأتي للصنف

(قوله إلا نزلت عليهم السكينه) أي الطمانينه والرحمه والوقار وقيل ما يحصل به السكون وصفاء القلب وذهاب الظلمة النفسانيه وقيل المراد بالسكينه الملائكه فإنهم ينزلون على التالين لكتاب الله يستمعون الذكر. ويؤيده ما أخرجه مسلم عن البراءه قال كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابه فجعلت تدور وتدنو وجعل فرسه ينفر منها فلما أصبح أتى النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فذكر ذلك له فقال تلك السكينه تنزلت للقران (يعني الملائكه) والشطنين تثنيه شطن بفتحتين الحبل

(قوله وغشيتهم الرحمه الخ) أي عمهم الفضل والإحسان وأحاطت بهم ورفرفت عليهم ملائكة الرحمه لاستماع الذكر تشريفًا وتعظيمًا لهم وذكرهم الله بالثناء عليهم في الملا الأعلى فيمن كان مقربًا عنده من الأنبياء والملائكه المقربين لقوله تعالى في الحديث عند الشيخين (من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خير منه) والعنديه عندية شرف ومكانه لا عندية

<<  <  ج: ص:  >  >>