(ش)(قوله وهذا لفظه) يعني ما ذكره المصنف لفظ حديث نصر بن عاصم و (الوليد) بن مسلم تقدم بالثاني صفحة ٥١
(قوله وقال نصر الخ) أي قال نصر بن عاصم في روايته حدثنا الوليد عن ابن أبي ذئب والأوزاعي عن الزهري الخ فزاد ابن أبي ذئب. أما عبد الرحمن بن إبراهيم فقال في روايته حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي عن الزهري الخ فلم يذكر ابن أبي ذئب
(قوله يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء الخ) أي في الوقت الذي بعد فراغه من صلاة العشاء إلى أن ينشق الفجر قبل النوم أو بعده فانصداع الفجر انشقاقه وظهوره يقال صدعته صدعًا من باب نفع شققته
(قوله يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة) هو حجة على من قال إن الوتر لا يصح إلا بثلاث
(قوله ويمكث في سجوده الخ) أي يطيل السجود بقدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية. وفي مسند أحمد من طريق محمَّد بن عباد عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول في صلاة الليل في سجوده سبحانك لا إله إلا أنت. وعنها أنه يقول في سجوده اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وغير ذلك مما تقدم في "باب الدعاء في الركوع والسجود وباب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده" وكان صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يطيل السجود في قيام الليل للاجتهاد في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، والمبالغة في التواضع والتذلل إليه تعالى والشكر على ما أنعم به عليه. وهذا كان صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يطيل القيام حق تتورم قدماه فقالت له عائشة لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك فقال أفلا أكون عبدًا شكورًا
(قوله فإذا سكت المؤذن بالأولى الخ) أي فرغ من الأذان الأول لصلاة الصبح. فالباء بمعنى من كما في قوله تعالى (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ) أي منها. وتأنيث الأذان باعتبار ما فيه من المناداة، ووصف بالأول باعتبار الإقامة. وقوله من صلاة الفجر أي لصلاة الفجر فمن بمعنى اللام. وفي بعض النسخ الصحيحة فإذا سكب المؤذن بالموحدة وبدون باء الجر يعني فرغ المؤذن الأول. والسكب في الأصل صب الماء وقد يستعمل في القول. قال في النهاية فإذا سكب المؤذن بالأولى من صلاة الفجر. أرادت إذا أذن فاستعير السكب للإفاضه في الكلام كما يقال أفرغ في أذني حديثًا أي ألقى وصب
(والحديث) يدل على استحباب قيام الليل وإطالة السجود فيه ومشروعية الإيتار بركعة واحدة واستحباب التخفيف في ركعتي الفجر