وتأخير التكبير, ولا منافاة بينهما لأن الكل جائز والعمل على تقديم التسبيح أولى على أن الواو لا تقتضي ترتيبًا
(قوله غفرت له ذنوبه الخ) جواب لشرط محذوف أي من قال ذلك غفر الله له ذنوبه ولو بلغت في الكثرة مثل زبد البحر وهو ما يعلو على وجه الماء من الرغوة عند هيجانه
(وفي هذا) دلالة على الترغيب في هذه الأذكار بالعدد المذكور عقب الصلوات المكتوبات
وقد ورد في التسبيح والتحميد والتكبير رويات مختلفة. منها ما رواه النسائي عن كعب بن عجرة عن زيد بن ثابت أن التسبيح والتحميد كذلك ثلاث وثلاثون والتكبير أربع وثلاثون,
ومنها ما رواه أيضًا عن عبد الله بن عمرة وقال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة, وهما يسير ومن يعمل بهما قليل: يسبح الله أحدكم في دبر كل صلاة عشرًا, ويحمد عشرًا, ويكبر عشرًا, فهي خمسون ومائه في اللسان وألف وخمسمائه في الميزان فأنا رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يعقدهن بيده, وإذا أوى أحدكم إلى فراشه أو مضجعه سبح ثلاثًا وثلاثين وحمد ثلاثًا وثلاثين وكبر أربعًا وثلاثين, فهي مائه على اللسان وألف في الميزان قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فأيكم يعمل في كل يوم وليلة ألفين وخمسمائه سيئة, قيل يا رسول الله وكيف لا يحصيهما؟ فقال إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فيقول أذكر كذا أذكر كذا ويأتي عند منامه فينيمه" يعني قبل أن يقولها ومنها ما أخرجه النسائي أيضًا من طريق عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أن رجلًا رأى فيما يرى النائم: قيل له بأي شيء أمركم النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم؟ قال أمرنا أن نسبح ثلاثًا وثلاثين ونحمد ثلاثًا وثلاثين ونكبر أربعًا وثلاثين فتلك مائه قال: سبحوا خمسًا وعشرين واحمدوا خمسًا وعشرين وكبروا خمسًا وعشرين وهللوا خمسًا وعشرين فتلك مائه, فلما أصبح ذكر ذلك للنبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم افعلوا كما قال الأنصاري وأخرج الترمذي نحوه وقال حسن صحيح
ومنها ما رواه أيضًا عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "من سبح في دبر كل صلاة مكتوبة مائه وكبر مائه وهلل مائه وحمد مائه غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر"
ومنها ما أخرجه الترمذي عن ابن عباس: قال جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقالوا يا رسول الله إن الأغنياء يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم أموال يعتقون بها ويتصدقون فقال: إذا صليتم فقولوا سبحان الله ثلاثًا وثلاثين مرة والحمد لله ثلاثًا وثلاثين مرة والله أكبر أربعًا وثلاثين ولا إله إلا الله عشر مرات فإنكم تدركون به من سبقكم ولا يسبقكم من بعدكم.
وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة من طريق سهيل "يسبح إحدى عشرة ويحمد ويكبر كذلك فجميع ذلك كله ثلاث وثلاثون" فعلم من هذه الروايات أن التسبيح