للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنَا الْبَاهِلِىُّ الَّذِى جِئْتُكَ عَامَ الأَوَّلِ. قَالَ فَمَا غَيَّرَكَ. وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟ قَالَ مَا أَكَلْتُ طَعَامًا إِلاَّ بِلَيْلٍ مُنْذُ فَارَقْتُكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ؟ ثُمَّ قَالَ صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ. قَالَ زِدْنِى فَإِنَّ بِى قُوَّةً. قَالَ صُمْ يَوْمَيْنِ. قَالَ زِدْنِى قَالَ صُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. قَالَ زِدْنِى. قَالَ صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ, صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ, صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ, وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ الثَّلاَثَةِ فَضَمَّهَا ثُمَّ أَرْسَلَهَا.

(ش) (الرجال) (حماد) بن سلمة. و (أبو السليل) بالتكبير ضريب بن نقير تقدّم بالثامن صفحة ١٠٩ و (مجيبة) بضم الميم وكسر الجيم (الباهلية) نسبة إلى باهلة قبيلة وهو هكذا بالتأنيث في رواية المصنف وصوبه في الإصابة لما في رواية سعيد بن منصور عن ابن علية عن الجريري عن أبي السليل عن مجيبة الباهلية عجوز من قومها. وفى رواية أحمد مجيبة عجوز من باهلة. وفى رواية النسائي عن مجيبة الباهلي عن عمه. وفى رواية ابن ماجه عن أبى مجيبة عن أبيه أو عمه. روى لها أبو داود وسعيد بن منصور. و (أبوها) عبد الله بن الحارث الأنصاري الباهلي أبو جهم أو أبو مجيبة. ذكره ابن حبان في الصحابة وقال أبو عمر لا أعرفه. وقال في الإصابة هو والد مجيبة الباهلي. أو الباهلية. روى له الجماعة. "وقوله أو عمها" شك من الراوي، ولم نقف على اسمه

(المعنى)

(قوله فأتاه بعد سنة الخ) أى رجع ذلك الرجل إلى النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بعد مضي سنة وقد تغير لونه وانتحل جسمه لاستمراره على الصوم. والإضافة في عام الأول من إضافة الموصوف إلى الصفة

(قوله قال ما أكلت طعاما الخ) وفى نسخة قلت ما أكلت طعاما الخ أى لازمت الصيام من حين فارقتك إلى الآن. ولعله لم يكن منهي حينئذ عن صوم يومي العيد وأيام التشريق، أو نهى عنه ولم يبلغه

(قوله لم عذبت نفسك) أي لم واصلت الصيام حتى لحقك الضرر وما أمرك الله بذلك قال تعالى {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}

(قوله صم شهر الصبر) يعني شهر رمضان. والصبر في الأصل الحبس، وسمي الصيام صبرا لما فيه من حبس النفس عن تعاطي المفطرات نهارا

(قوله ويوما من كل شهر) أي ويكفيك أن تصوم بعد شهر رمضان يوما تطوعا من كل شهر

(قوله صم من الحرم واترك الخ) أي إذا أردت الزيادة فصم من الأشهر الحرم ما تشاء غير أنك لا توالي الصيام فيها أكثر من ثلاثة أيام ثم أفطر مثلها وهكذا، فأشار صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بضم أصابعه الثلاثة إلى أن له أن يصوم من الأشهر الحرم ثلاثة أيام، وأشار بإرسالها إلى أنه يفطر كذلك ثلاثة أيام مع

<<  <  ج: ص:  >  >>