اليهود يصومونه, فلا يقال إن ظاهر الخبر يقتضى أن اليهود كانوا صائمين يوم عاشوراء حين قدومه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم
(قوله هو اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون) وفي نسخة هذا اليوم الخ يعنون نصره عليه بنجاة موسى وأصحابه وإغراق فرعون وجنوده وفي رواية لأحمد زيادة "وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودى، فصامه نوح شكرا"
(قوله ونحن نصومه) وفى رواية مسلم فصامه موسى شكرا لله تعالى فنحن نصومه
(قوله نحن أولى بموسى منكم) أى أحق منكم وأقرب لمتابعة موسى عليه السلام، لموافقتنا له فى أصول الدين لقوله تعالى "فبهداهم اقتده" ولتصديقنا لكتابه الذي جاء به وأنتم مخالفون له بالتغيير والتبديل
(قوله وأمر بصيامه) وفى رواية البخارى فصامه وأمر بصيامه "ولا يقال" كيف صدق اليهود فيما أخبروه به مع أن خبرهم مردود لكفرهم "لاحتمال" أنه نزل عليه الوحى بصدقهم، أو أن من أسلم منهم كعبد الله بن سلام أخبره صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بأن موسى كان يصومه، أو تواتر إخبارهم بذلك النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فعمل به، فيكون حجة لمن قال إن التواتر لا يشترط فيه الإسلام, أو صامه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم شكرا لله على نجاة موسى من عدوه كما سجد فى سورة ص شكرا لله على قبول توبة داود
(والحديث) أخرجه أيضا مسلم والبخارى والنسائى والدارمي وابن ماجه. وكذا البيهقي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ماهذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالواهذا يوم عظيم. أنجى الله فيه عز وجل موسى وقومه، وغرق فيه فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا فنحن نصومه. فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: فنحن أحق وأولى بموسى منكم. فصامه رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وأمر بصيامه