وَغَائِبِنَا اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِسْلاَمِ اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلاَ تُضِلَّنَا بَعْدَهُ".
(ش) (الأوزاعي) عبد الرحمن بن عمرو. و (أبو سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف
(قوله وصغيرنا وكبيرنا) المراد بالصغير الشاب وبالكبير الشيخ، فلا يقال إن الصغير لا ذنب عليه حتى يدعى له بالمغفرة. ويحتمل أنه صلى الله عليه وآله وسلم دعا للصغير بالمغفرة لرفع درجاته
(قوله وشاهدنا وغائبنا) أي من حضر الجنازة ومن غاب عنها. والغرض من هذ كله المبالغة في الدعاء والتعميم فيه
(قوله اللهم من أحييته منا فأحيه على الإيمان الخ) هكذا في رواية المصنف بتقديم الإيمان على الإِسلام، والمراد الإِسلام والإيمان الكاملان فهما متلازمان. وفي رواية الترمذي وغيره اللهم من أحييته منا فأحيه على الإِسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان: وهي الرواية المشهورة المناسبة لأنّ الإِسلام العمل الظاهري، ولا يكون إلا حال الحياة، والإيمان التصديق بالقلب وهو المقصود عند الوفاة. أما رواية المصنف فلعل فيها تصرفًا من بعض الرواة
(قوله اللهم
لا تحرمنا أجره) أي أجر الصبر على مصيبته وأجر القيام بمئونته. يقول هذا من صلى على الجنارة ولو كان غير قريب للميت لأنّ المؤمن أخ المؤمن فمصيبة أحدهما مصيبة للآخر. وتحرم بفتح التاء على الصحيح من باب ضرب وقد تضم من باب أكرم
(قوله ولا تضلنا بعده) أي لا تجعلنا ضالين عن طريق الحق بعد موته وثبتنا على الإيمان
(فقه الحديث) دلّ الحديث على مشروعية الدعاء في صلاة الجنازة، وعلي جواز التعميم فيه، وعلى جواز الجهر بالدعاء في صلاة لجنازة لأنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لو لم يجهر بالدعاء لما سمعه أبو هريرة.
والجمهور علي استحباب الإسرار به لما أخرجه أحمد عن جابر قال ما باح لنا في دعاء الجنازة رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ولا أبو بكر ولا عمر وقوله باح يعني جهر. وأجابوا عن حديث الباب ونحوه بأنّه إن ما جهر أحيانًا لقصد التعليم
(والحديث) أخرجه أيضًا ابن ماجه وأحمد والحاكم وابن حبّان، وكذا النسائي من طريق أبي إبراهيم الأنصاري مختصرًا
(ص) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ نَا الْوَلِيدُ ح وَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ أَنَا الْوَلِيدُ -وَحَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَتَمُّ- نَا مَرْوَانُ بْنُ جُنَاحٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ