للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(معنى الحديث)

(قوله بعسفان) بضم العين وسكون السين المهملتين قرية بين مكة والمدينة على نحو ثلاثة مراحل من مكة وتسمى الآن بمدرج عثمان. وسميت عسفان لتعسف السيول فيها. وكانت صلاة النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بها في جمادى الأولى سنة ست من الهجرة بعد الخندق وبني قريظة

(قوله وعلى المشركين خالد بن الوليد) يعني كان قائدهم خالد بن الوليد بن المغيرة قبل إسلامه والحديث صريح في هذا ولا يعارضه عدم ثبوت ذلك في كتب التاريخ. ولا تتوقف صلاة الخوف على حصول حرب بل يكفي فيها توقع هجوم العدو

(قوله لقد أصبنا غرة الخ) بكسر الغين المعجمة وتشديد الراء أي أدركنا من المسلمين غفلة في صلاِة الظهر. والمراد أن المسلمين كانوا غافلين عن حفظ مقامهم وما يخشى من مهاجمة العدو. وذكرهم لقد أصبنا غفلة بعد لقد أصبنا غرة إما للتأكيد فرحًا واستبشارًا باشتغال المسلين بصلاتهم وإما أن البعض منهم قال الأولى والبعض الآخر قال الثانية

(قوله لو كنا حملنا عليهم الخ) أي ليتنا حملنا عليهم حال صلاتهم. فلو للتمني. ويحتمل أن تكون شرطية وجوابها محذوف أي لو حملنا عليهم في صلاتهم لظفرنا بهم

(قوله فنزلت آية القصر) يعني بها آية صلاة الخوف لما في رواية النسائي فنزلت يعني صلاة الخوف. ولما في رواية البيهقي من قوله فنزلت هذه الآية (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ) وأطلق عليها في حديث الباب آية القصر لمجاورتها إياها. ويحتمل أن المراد بآية القصر قوله تعالى (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا). إلى قوله (عَذَابًا مُهِينًا) لأن الآيتين قد اشتملتا علي مشروعية القصر في صلاة الخوف وعلى كيفيتها فساقهما معا قال على رضي الله عنه نزل قوله إن خفتم بعد قوله أن تقصروا من الصلاة بسنة في غزوة بني أسد حين صلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الظهر قال بعضهم هلا شددتم عليهم وقد أمكنوكم من ظهورهم وقالوا بعدها صلاة أحب إليهم من آبائهم وأولادهم فنزل إن خفتم إلى قوله عذابًا مهينًا لمشروعية صلاة الخوف

(قوله فصف خلف رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الخ) أي قام وراءه جماعة متراصون صفًا بعد صف وأحرموا جميعًا ولما أتم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم القراءة ركع وركعوا بعد أن كبر وكبروا جميعا كما في رواية مسلم

(قوله فلما صلى هؤلاء السجدتين الخ) أي بعد أن فرغ النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ومن سجد معه من السجدتين سجد المتخلفون عن السجود للحراسة ولما قاموا للثانية تأخر الصف الذي كان خلف الإمام وتقدم الصف الذي كان متأخرًا عن السجود مع الإِمام في الركعة الأولى إلى من الصف الأول ليحرزوا فضيلة المصاحبة في سجود الركعة الثانية جبرًا لما فاتهم من المصاحبة في الركعة الأولى. وصريح رواية المصنف أن سجود الصف الأخير في الركعة الأولى كان قبل تبادل الصفوف وهكذا في رواية البيهقي ورواية للنسائي من طريق شعبة عن

<<  <  ج: ص:  >  >>