للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأخير من رمضان. ومال إلى تضعيف أحاديث القنوت في الوتر أيضًا أحمد.

قال ابن القيم قال أحمد لم يصح عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في قنوت الوتر قبل أو بعد شيء وقال الخلال أخبرني محمَّد بن يحيى أنه قال لأبي عبد الله في القنوت في الوتر فقال ليس يروي فيه عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلي آله وسلم شيء ولكن كان عمر يقنت من السنة إلى السنة اهـ

وقد حكي البيهقي في سننه الكبري كلام المصنف، وأجاب عنه في الجوهر النقي، قال "باب من قال يقنت في الوتر قبل الركوع" ذكر يعني البيهقي فيه حديث عيسي بن يونس عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب ثم ذكر (عن أبي داود أن جماعة رووه عن ابن أبي عروبة وأن الدستوائي وشعبة روياه عن قتادة ولم يذكروا القنوت) قلت عيسي ابن يونس قال فيه أبو زرعة ثقة حافظ وقال ابن المديني بخ بخ ثقة مأمون وإذا كان كذلك فهو زيادة ثقة، وقد جاء له شاهد علي ما سنذكره إن شاء الله تعالى ثم أخرجه البيهقي من حديث عيسي ابن يونس عن فطر عن زبيد وعن سعيد بن عبد الرحمن بسنده ثم ذكر (عن أبي داود أن جماعة رووه عن زبيد لم يذكر أحد منهم القنوت إلا ما روي عن حفص بن غياب عن مسعر عن زبيد فإنه قال في حديثه وإنه قنت قبل الركوع وليس هو بالمشهور من حديث حفص نخاف أن يكون عن حفص عن غير مسعر) قلت العجب من أبي داود كيف يقول لم يذكر أحد منهم القنوت إلا ما روي عن حفص عن مسعر عن زبيد، وقد روى هو ذكر القنوت قبل الركوع من حديث عيسي بن يونس عن ابن أبي عروبة، ثم قال وروى عيسي بن يونس هذا الحديث أيضًا عن فطر عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي عن النبي عليه السلام مثله والبيهقي خرّج رواية فطر عن زبيد مصرحة بذكر القنوت قبل الركوع، ثم نقل الكلام أبي داود لم يتعب عليه. علي أن ذلك روي عن زبيد من وجه ثالث قال النسائي في سننه أنا علي بن ميمون ثنا ومخلد عن يزيد عن سفيان هو الثوري وعن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب أنه عليه السلام كان يوتر بثلاث يقرأ في الأولى بـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) وفي الثانية بـ (قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ) وفي الثالثة بـ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ويقنت قبل الركوع، وابن ميمون وثقه أبو حاتم وقال النسائي لا بأس به، ومخلد وثقه ابن معين ويعقوب وبن سفيان وأخرج له الشيخان، وأخرج ابن ماجه أيضًا هذا الحديث بسند النسائي، فظهر بهذا أن ذكر القنوت عن زبيد زيادة ثقة من وجوه فلا يصير سكوت من سكت عنه حجة على من ذكره، وقد روي القنوت في الوتر قبل الركوع عن الأسود وسعيد بن جبير والنخعي وغيرهم، رواه عنهم ابن أبي شيبة في مصنفه بأسانيده وقال أيضًا ثنا أبو خالد الأحمر وعن أشعث عن الحكم عن إبراهيم قال كان عبد الله لا يقنت في السنة كلها في الفجر ويقنت في الوتر كل ليلة قبل الركوع، قال أبو بكر هو ابن أبي شيبة هذا القول

<<  <  ج: ص:  >  >>