للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتسكن القاف

(قوله فقال إن المؤمن الخ) بيان لما ذكره صلى الله عليه تعالى وعلى آله وسلم في الأسقام

(قوله ثم أعفاه الله منه) أي أبرأه من المرض ودفعه عنه. وعافاه الله وأعفاه بمعنى والاسم العافية

(قوله كان كفارة لما مضى من ذنوبه الخ) أي كان المرض كفارة لما وقع منه من الذنوب حيث صبر على قضاء الله تعالى وثاب إلى رشده وتاب من ذنبه, فيكون المرض مكفرًا للكبائر أيضًا وموعظة وتحذيرًا له من الوقوع في المخالفات في المستقبل, لأن المؤمن إذا مرض تذكر الموت ولقاء الله تعالى وأنه سيحاسبه على ما وقع منه من المعاصي فيعزم على عدم العدو إليها

(قوله وإن المنافق إذا مرض الخ) أي إذا أصابه المرض دام في غفلته لا يتذكر الموت ولا لقاء الله تعالى فلا يتوب من المخالفات ولا يصبر على قضاء الله تعالى بل يكون حاله السخط والضجر فلا يفيده المرض فيما مضى ولا في المستقبل شيئًا بل يزداد وبالًا لأن قلب مشغول بحب الدنيا ولذاتها

(قوله كان كالبعير الخ) أي أنه في غفلته وعدم اتعاظه بالمواعظ كالأنعام لا يتدبر عواقب الأمور

(قوله والله ما مرضت قط) مرتب علي محذوف جواب الاستفهام فكأنه صلى الله عليه تعالى وعلى آله وسلم الرجل والتغليظ عليه أن يأخد في أسباب رقة القلب ويجتهد في طاعة الله تعالى

(قوله قد التف عليه) أي لف الكساء علي الشيء

(قوله فمررت بغيضة شجر) بفتح الغين أي بأشجار كثيرة ملتفة

(قوله فوقعت عليهن معهن) أي نزلت أم الأفراخ علي فراخها وتثبتت معهن

(قوله أتعجبون لرحم أم الأفراخ فراخها الخ) أي لرحمتها, فرحم بضم الراء وسكون المهملة أو بضمها الرحمة. وأمره رسول الله صلي الله عليه تعالى عليه وعلى آله وسلم بإرجاع الأفراخ حتى يضعهن حيث أخذهن رحمة منه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على الخلق وشقفة لئلا تضيع الأفراخ وتتألم أمهن

(وفي الحديث) دلالة على فضل مرض المؤمن. وهو وإن كان ضعيفًا لأن فيه مجهولين قد تقوى بما ورد من الأحاديث في فضل مرض المؤمن:

منها ما أخرجه البخاري من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه تعالى وعلى آله وسلم قال "مثل المؤمن كمثل خامة الزرع يفيء ورقه من حيث أتتها الريح تكفئها فإذا سكنت اعتدلت فكذلك المؤمن يكفأ بالبلاء, ومثل الكافر كمثل الأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء" والخامة الزرع أول ما ينبت على ساق واحد. والأرزة بفتح الهمزة وكسرها وسكون الزاي شجر طويل غليظ معتدل صلب لا يحركه هبوب الريح. وقوله تكفئها أي تميلها وقوله يكفأ بالبلاء أي يصيبه.

ومنها ما أخرجه الطبراني في الكبير عن أبي أمامة مرفوعًا "إن الله

<<  <  ج: ص:  >  >>