صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال "اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم" وسيأتي للمصنف في "باب النهي عن سب الموتى" من كتاب الأدب, ويكون المراد بتأمين الملائكة إثبات ما يقولون ليجازى الميت بحسبه
(قوله فلما مات أبو سلمة) هو عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله المخزومي: أمه بسرة عمة النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ورضع معه من ثويبة مولاة أبي لهب, كان من السابقين إلى الإِسلام أسلم بعد عشرة أنفس روى ابن أبي عاصم من حديث ابن عباس أول من يعطى كتابه بيمينه أبو سلمة وكان أول من هاجر إلى الحبشه ثم إلى المدينة وشهد بدرًا. مات بالمدينة بعد أن رجع من أحد على الصحيح
(قوله وأعقبنا عقبى صالحة) يعني أبدلنا وعوضنا منه بدلًا وعوضًا صالحًا
(قوله فأعقبني الله تعالى محمدًا) أي عوضني الله وأخلفني بدل أبي سلمة محمدًا صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقد تزوجها: فأعقب من الإعقاب وهو الإبدال ويقال أعقب الرجل إذا مات وترك عقبًا أي ولدًا
(فقه الحديث) دل الحديث على أنه يطلب ممن حضر عند ميت أن يدعو له بالمغفرة ولأهله بحسن العاقبة. وعلى فضل أم سلمة وحسن يقينها بالله وكمال إيمانها بما جاء به النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. ومما ورد فيما يقال عند المصيبة ما روته أم سلمة عن زوجها أبي سلمة قال سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول قولًا سررت به "لا يصاب أحدًا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها إلا فعل به" رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والترمذي وقال حسن غريب
(والحديث) أخرجه أيضًا مسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي والبيهقي
[باب في التلقين]
أي تذكير المحتضر أو الميت لا إله إلا الله بذكرها عنده
(ش)(رجال الحديث)(مالك بن عبد الواحد) أبو غسان البصري. روى عن عبد الأعلى والمعتمر بن سليمان وبشر بن المفضل. وعنه أبو داود ومسلم وجماعة وقال ابن قانع ثقة ثبت وذكره ابن حبان في الثقات وقال يغرب. مات سنه ثلاثين ومائتين