(ش) أي ما ذكر من أن أبيًا لم يقنت في الوتر إلا في النصف الأخير من رمضان يدل علي أن ما ذكر من القنوت في غير رمضان ليس بشيء. لكن ذلك لا يصلح للدلالة لأن الأثر في إسناده انقطاع فإن الحسن لم يدرك عمر لأنه ولد سنة أحدى وعشرين ومات عمر في أواخر سنة ثلاث وعشرين أو في أوائل أربع وعشرين
(قوله وهذان الحديثان الخ) يريد أن أثري أبي المذكورين يدلان علي ضعف حديثه المرفوع الذي ظاهره أنه صلى الله تعالى عليه وعلي آله وسلم قنت في الوتر دائمًا. ولعل وجه تضعيفه أن عمل الصحابي علي خلاف مرويه يدل علي ضعف ما رواه، وأبي روى أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قنت في الوتر في غير رمضان وعمل علي خلافه فلم يقنت إلا في النصف الأخير منه، لكن علمت أن أثري أبي ضعيفان فإن الأول فيه مجهول والثاني فيه انقطاع فلا يدلان علي ضعف المروي المرفوع
(ش) مناسبة الحديث للترجمة أنه أراد بالدعاء ما يشمل الذكر، أو أن التسبيح والتقديس من الدعاء ففي الحديث (خير الدعاء دعائي ودعاء الأنبياء من قبلي وهو لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو علي كل شيء قدير)
(رجال الحديث)(محمَّد بن أبي عبيدة) المسعودي الكوفي، روي عن أبيه وعنه إبراهيم النخعي وابن ابنه يحيي وأبو كريب ومحمد بن عبد الله بن نمير وغيرهم، وثقه ابن معين، وقال ابن عدي له غرائب وإفرادات ولا بأس به عندي وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة خمس ومأتين، روي له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
و(أبوه) عبد الملك ابن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي الكوفي. روي عن أبي إسحاق الشيباني والأعمش، وعنه ابنه محمَّد وحسين بن ثابت وأحمد بن يحيى الأحول، وثقه ابن معين والعجلي، روي له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
و(طلحة الأيامي) بن مصرّف تقدم بالثاني صفحة ٦٣، والأيامي نسبة إلى إيام بكسر الهمزة وضمها وتخفيف الياء بوزن كتاب وغراب بطن من همدان
و(ذر) بفتح الذال المعجمة ابن عبد الله تقدم بالثالث صفحة ١٦٣.