للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من النار أبدلك الله به مقعدًا من الجنة، قال النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فيراهما جميعًا قال، وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين: وقوله لا دريت ولا تليت. أي لا علمت ولا تبعت من يعلم

(قوله وأنت أهل الوفاء) أي بالوعد فإنك لا تخلف الميعاد. وهو تجريد لاستعارة الحبل للعهد على الأحتمال الثاني

(قوله والحق) أي وأنت أهل لإحقاق الحق وإثباته ونصرته، وفي نسخة والحمد بدل الحق أي وأنت أهل الثناء

(قوله إنك أنت الغفور الرحيم) أي كثير التجاوز عن السيئات للتائبين وكثير الرحمة بقبول الطاعات والتفضل بتضاعف الحسنات

(قوله قال عبد الرحمن الخ) أي قال عبد الرحمن بن إبراهيم في روايته حدثنا الوليد عن مروان بالعنعنة. أما إبراهيم بن موسى فقال في روايته أنبأنا الوليد حدثنا مروان

(فقه الحديث) دلّ الحديث على جواز الجهر بالدعاء في صلاة الجنازة للتعليم. وعلى استحباب تسمية الميت باسمه واسم أبيه في الصلاة ذكرًا كان أو أنثى، ومحله إذا كان معروفًا وإلا قال: اللهم إنه عبدك وابن عبدك إن كان ذكرًا، وإن كان أنثى قال: اللهم إنها أمتك وبنت أمتك، وإن ذكرها على إرادة الشخص كأن يقول اللهم إن هذا عبدك وابن عبدك جاز

(والحديث) أخرجه أيضًا ابن ماجه. وقد ورد في الدعاء للميت في صلاة الجنازة روايات أخر.

منها ما أخرجه البيهقي ومسلم عن عوف بن مالك قال: صلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول: اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله وزوجا خيرًا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار قال حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت.

ومنها ما أخرجه مالك عن أبي هريرة وقد سئل كيف تصلي علي الجنازة؟ فقال أنا لعمر الله أخبرك بزيادة عن سؤالك. أتبعها من أهلها فإذا وضعت كبرت وحمدت الله وصليت على نبيه. اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك وأنت أعلم به. اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته. اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.

ومنها ما رواه أبو قتادة وذكره الشافعي اللهم هذا عبدك وابن عبديك خرج من روح الدنيا وسعتها ومحبوبه وأحباؤه فيها إلى ظلمة القبر وما هو لاقيه كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك وأنت أعلم به. اللهم إنه نزل بك وأنت خير منزول به وأصبح فقيرًا إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه وقد جئناك راغبين إليك شفعاء له اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه وإن كان مسيئًا فتجاوز عنه ولقه برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا ارحم الراحمين

<<  <  ج: ص:  >  >>