للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخين صلى في المسجد ذات ليلة فصلى بصلاته ناس مقتدين به. وصلى في المسجد لبيان جواز النافلة فيه وتعليم الناس

(قوله ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة) وفي رواية الشيخين من الليلة الثالثة أو الرابعة بالشك. وفي رواية للبخاري من طريق عقيل عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد وصلى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه فأصبح الناس فتحدثوا فأكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فصلى فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله

(قوله فلم يخرج إليهم رسول الله الخ) زاد أحمد من رواية ابن جريج فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم حتى سمعت ناسًا يقولون الصلاة. وفي حديث زيد بن ثابت عند الشيخين ففقدوا صوته وظنوا أنه قد نام فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم. وفي رواية عنه عندهما فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم مغضبًا فقال ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم فعليكم بالصلاة في بيوتكم فان خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة

(قوله فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم) وفي رواية البخاري من طريق عقيل حتى خرج لصلاة الصبح فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال أما بعد فإنه لم يخف عليّ مكانكم

(قوله فلم يمنعني من الخزوج إليكم الخ) وفي ننسخة ولم يمنعني أي لم يمنعني مانع من الخروج إليكم إلا مخافة افتراض صلاة الليل عليكم. وفي رواية للبخاري من طريق يونس ولكني خشيت أن تفرض عليم فتعجزوا عنها. وفي رواية له عن أبي سلمة خشيت أن تكتب عليكم صلاة الليل "فدلت هذه الروايات" على أن عدم خروجه صلى الله تعالى عليه وعلي آله وسلم إليهم إنما كان لخشية افتراض هذه الصلاة. وليس في عدم خروجه دلالة على المنع من إقامة التراويح في المسجد جماعة لفعله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وإقراره لهم في الليالي السابقة. ولا دليل فيه على النسخ لأنه علل عدم خروجه بخشية الافتراض فإذا زالت العلة ذهب المانع وثبت جواز الإجماع، للتراويح في المسجد.

"واستشكل" خشية الافتراض منه صلى الله تعالى عليه وعلي آله وسلم مع ما ثبت في حديث الإسراء من أن الله تعالى قال هن خمس في الفعل وخمسون في الأجر لا يبدل القول لديّ فإذا أمن التبديل فكيف يقع خوف الافتراض "ويجاب" باحتمال أن يكون المخوف جعل التهجد في المسجد جماعة شرطًا في صحة التنفل بالليل ويشير إليه قوله في حديث زيد بن ثابت حتى خشيت أن يكتب عليكم ولو كتب عليكم ما قمتم به فصلوا أيها الناس في بيوتكم. فمنعهم من صلاته جماعة إشفاقًا عليهم من اشتراط الجماعة وأمن مع إذنه في المواظبة على ذلك في البيوت من افتراضه. ويحتمل أن يكون المخوف افتراض قيام رمضان خاصة لقول عائشة في آخر الحديث وذلك في

<<  <  ج: ص:  >  >>