لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُخَوِّفُ بِهِمَا عِبَادَهُ فَإِذَا كُسِفَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاَةِ".
(ش) (ابن جريج) هو عبد الملك بن عبد العزيز تقدم في الجزء الأول صفحة ٧٤
(قوله أخبرني من أصدق الخ) أي قال عبيد بن عمير أخبرني من أصدقه قال عطاء بن أبي رباح وظننت أن عبيدًا أراد عائشة بهذا القول. ولا يقال إن الحديث له حكم المرسل جريًا على رأي من يقول إن قوله أخبرني الثقة وأخبرني من أصدق ليس بحجة لأن الحديث رواه مسلم والبيهقي من طريق عطاء عن عبيد عن عائشة
(معنى الحديث)
(قوله كسفت الشمس الخ) بفتح الكاف والسين من باب ضرب أي ذهب ضوءها واسودت في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان ذلك في السنة العاشرة من الهجرة
(قوله فقام النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قيامًا شديدًا) المراد قام قيامًا طويلًا
(قوله
يقوم بالناس ثم يركع الخ) بيان لكيفية صلاة الكسوف وأنها ركعتان يقوم في كل ركعة منها ثلاث مرات يقرأ في كل مرة ويركع ثم يسجد بعد الرفع من الركوع الثالث
(قوله حتى إن رجالًا يومئذ الخ) أتى به للإشارة إلى أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بالغ في طول القيام بالقوم حتى غشى على بعضهم وأصابهم العرق الشديد حتى كأن السجال صبت عليهم. والسجال جمع سجل بفتح فسكون وهو الدلو العظيمة التي فيها الماء كما تقدم. وقوله لينصب عليهم وفي بعض النسخ لتصب عليهم وهو كناية عن كثرة ما أصابهم من العرق
(قوله حتى تجلت الشمس) أي انكشفت وظهر ضوءها
(قوله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته) أتى به صلى الله عليه وآله وسلم ردًّا على ما فهمه القوم من أن الشمس كسفت لموت ابنه إبراهيم كما في الرواية الآتية. وفيه الرد أيضًا على بعض المنجمين القائل إن الشمس تنكسف لموت كبير أو حدوث أمر عظيم. قال الخطابي كانوا في الجاهلية يعتقدون أن الكسوف يوجب حدوث تغير في الأرض من موت أو ضرر فأعلم النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أنه اعتقاد باطل وأن الشمس والقمر خلقان مسخران لله ليس لهما سلطان في غيرهما ولا قدرة على الدفع عن أنفسهما اهـ.
وذكر الحياة لدفع ما يقال لا يلزم من عدم كسوف الشمس لموت أحد عدم كسوفها لحياة أحد فاندفع بذلك ما يقال إنه لا حاجه إلى ذكر الحياة لأنه خلاف سبب الحديث
(قوله ولكنهما آيتان من آيات الله الخ) أي علامتان عظيمتان دالتان على قدرته تعالى يخوف بهما عبادة. وذكره صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ردًّا على بعض الجاهلية الذين كانوا يعظمون الشمس والقمر ويعبدونهما فبين أنهما مخلوقان لله تعالى لا تأثير لهما وأنهما كسائر المخلوقات يطرأ عليهما التغير
(قوله فافزعوا