للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بضم اللام أي تأكل، وسيأتي مزيد لذلك في "باب المسألة في القبر وعذاب القبر" من كتاب السنة إن شاء الله تعالى

(فقه الحديث) دل الحديث علي طلب الاستغفار للميت عقب الدفن. وعلى طلب التثبيت له. وعلي أن الميت ينتفع بدعاء الحي له. ويؤيد ذلك ما رواه ابن أبي شيبة: حدثنا إسماعيل بن علية عن عبد الله بن أبي بكر قال كان أنس بن مالك إذا سوى علي الميت قبره قام عليه فقال اللهم عبدك رد إليك فارأف به وارحمه اللهم جاف الأرض عن جنبه وافتح أبواب السماء لروحه وتقبله منك بقبول حسن، اللهم إن كان محسنًا فضاعف له في إحسانه أو قال فزد في إحسانه وإن كان مسيئًا فتجاوز عنه.

ودل علي أن الميت تحله الحياة في القبر. وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة بلغت حد التواتر. وعلى ثبوت سؤال الميت فيه. وعلي أن السؤال يكون عقب الدفن

(والحديث) أخرجد الحاكم أيضًا وصححه وأخرجه البزار وقال لا يروى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا من هذا الوجه اهـ وأخرجه البيهقي أيضًا من حديث علي بن عبد الله بن جعفر قال: ثنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن بحير عن هانئ مولى عثمان بن عفان قال كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف علي قبر بكى حتى يبل لحيته قال فيقال له تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا؟ قال فقال إني سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول "إن القبر أول منازل الآخرة فمن نجا منه فما بعده أيسر منه ومن لم ينج منه فما بعده أشد منه" قال وقال عثمان ما رأيت منظرًا قط إلا والقبر أفظع منه: قال عثمان رضي الله عنه وكان النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إذا فرغ من دفن الميت قال استغفروا لميتكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل

[باب كراهية الذبح عند القبر]

(ص) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى الْبَلْخِيُّ نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "لاَ عَقْرَ فِي الإِسْلاَمِ". قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ كَانُوا يَعْقِرُونَ عِنْدَ الْقَبْرِ بَقَرَةً أَوْ بِشَيءٍ.

(ش) (عبد الرزاق) بن همام. و (معمر) بن راشد. و (ثابت) البناني

(قوله لا عقر في الإِسلام) أي ليس ذبح الذبائح عند القبور أو تحت السرير عند خروج الميت معروفًا في الإِسلام والنفي فيه بمعنى النهي. وأصل العقر ضرب قوائم البعير بالسيف وهو قائم ثم استعمل في الذبح. ونهى عنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لأنهم كانوا يعملونه في الجاهلية

<<  <  ج: ص:  >  >>