عبد الرزاق موقوفا على عمر. والحديث محمول على الكمال في الوصل فلا ينافي أن المكافئ قد أتى بأصل الوصل، والقاطع من ترك الوصل فالناس في هذا ثلاث درجات واصل ومكافئ وقاطع، فالواصل من يتفضل على قرابته ولا يتفضلون عليه، والمكافئ الذى لا يزيد في الإعطاء على ما يأخذ، والقاطع الذى يتفضل عليه ولا يتفضل على غيره، وكما تقع المكافأة بالصلة من الجانبين تقع بالمقاطعة من الجانبين، فمن بدأ فهو القاطع ومن جازاه سمى مكافئا
(فقه الحديث) دل الحديث على الترغيب في الإحسان إلى من أساء. وعلى أن المكافئ في الإحسان لم يبلغ درجة الكمال في صلة الرحم (والحديث) أخرجه أيضا البخاري والترمذي (وقد ورد) في صلة الرحم أحاديث أخر غير أحاديث الباب (منها) ما رواه البخارى ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه. الحديث (ومنها) ما رواه البزار والحاكم بإسناد جيد عن على بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: من سره أن يمدّ له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه (ومنها) ما رواه أبو يعلى بإسناد جيد عن رجل من خثعم قال أتيت النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وهو في نفر من أصحابه فقلت أنت الذى تزعم أنك رسول الله؟ قال نعم قال قلت يا رسول الله أى الأعمال أحب إلى الله؟ قال الإيمان بالله، قال قلت يا رسول الله ثم مه؟ قال ثم صلة الرحم، قال قلت يا رسول الله ثم مه؟ قال ثم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، قال قلت يا رسول الله أى الأعمال أبغض إلى الله؟ قال الإشراك بالله، قال قلت يا رسول الله ثم مه؟ قال ثم قطيعة الرحم، قال قلت يا رسول الله ثم مه؟ قال ثم الأمر بالمنكر والنهى عن المعروف (ومنها) ما رواه البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: الرحم متعلقة بالعرش تقول من وصلنى وصله الله ومن قطعنى قطعه الله (ومنها) ما رواه الطبرانى في الأوسط عن الحارث الأعور عن على رضى الله عنه قال قال النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: ألا أدلك على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة؟ أن تصل من قطعك وتعطى من حرمك وأن تعفو عمن ظلمك (ومنها) ما رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث صحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد عن أبي بكرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغى وقطيعة الرحم (ومنها) ما رواه البيهقي والبزار واللفظ له عن ابن عمر رضى الله عنهما رفعه قال: الطابع معلق بقائمة العرش فإذا اشتكت الرحم وعمل بالمعاصى واجترئ على الله بعث الله الطابع فيطبع على قلبه فلا يعقل بعد ذلك شيئا (ومنها) ما رواه أحمد ورواته ثقات