للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَتْ عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا مَرِيضَةٌ فَقَالَ "أَبْشِرِي يَا أُمَّ الْعَلاَءِ فَإِنَّ مَرَضَ الْمُسْلِمِ يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ خَطَايَاهُ كَمَا تُذْهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ".

(رجال الحديث) (سهل بن بكار) بن بشر الدارمي البصري أبو بشر. روي عن جرير بن حازم ووهيب بن خالد وحماد بن سلمة وأبان بن يزيد وغيرهم. وعنه البخاري وأبو داود ويعقوب بن شيبة ويعقوب بن سفيان. وثقه الدارقطني وأبو حاتم وقال صدوق وقال ابن نمير كان ثقة ثبتًا وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما وهم وأخطأ وقال العجلي تفسير حفظه قبل موته وقال أحمد مضطرب الحديث جدًا مع قلته. وعن ابن معين مخلط. مات سنة سبع أو ثمان وعشرين ومائتين.

و(أبو عوانة) الوضاح بن عبد الله الواسطي تقدم بالأول صفحة ٩١ و (أم العلاء) الأنصارية روت عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم هذا الحديث فقط وعنها ابن أخيها حكيم بن حزام الأنصاري وعبد الملك بن عمير

(معنى الحديث)

(قوله خبث الذهب والفضة) أي ما تلقيه النار من وسخ الذهب والفضة

(وفي الحديث) دلالة علي مشروعية عيادة الرجل للمرأة المريضة, لكن محله إذا لم تؤد إلى خلوة بأجنبية. وعلي أنه ينبغي للعائد أن يبشر المريض بتكفير ذنوبه فإن في ذلك تسلية لقلبه. وعلى طلب التسليم للقدر. وعلى أن الأمراض تكفر الخطايا وتنقي صاحبها منها.

وقد ورد في فضل المرض والصبر عليه أحاديث أخر. منها ما رواه أحمد عن شداد بن أوس والصنابحي أنهما دخلا على مريض يعودانه فقالا له كيف أصبحت؟ قال أصبحت بنعمة الله قال شداد, أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا, فإني سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول إن الله عَزَّ وَجَلَّ يقول: أنا إذا ابتليت عبدًا من عبادي مؤمنًا فحمدني على ما ابتليته فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه مبرأ من الخطايا, ويقول الرب تبارك وتعالي: أنا قيدت عبدي وابتليته فأجروا له ما كنتم تجرون له وهو صحيح.

ومنها ما رواه ابن ماجه عن أبي هريرة قال: ذكرت الحمى عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فسبها رجل فقال النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: لا تسبها فإنها تنقي الذنوب كما تنقي النار خبث الحديد.

ومنها ما رواه أحمد والبيهقي وابن ماجه عن أبي هريرة قال إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عاد مريضًا فقال أبشر فإن الله تعالى يقول هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار يوم القيامة

(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا يَحْيَى ح وَنَا ابْنُ بَشَّارٍ نَا عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو -قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَهَذَا

<<  <  ج: ص:  >  >>