للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ش) (رجال الحديث) (أبو حصين) بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين اسمه وكنيته وسماه أبو حاتم عبد الله (بن يحيى) بن سليمان الرازي. روى عن حفص بن غياث ووكيع ويحيى ابن سليم وأسباط بن محمَّد وجعفر بن عون ويونس بن بكير وغيرهم. وعنه أبو داود وعلي بن سعيد وأحمد بن علي، وثقه أبو حاتم وقال صدوق، ووثقه الطبراني

(معنى الحديث)

(قوله بهذه القصة الخ) أي حدثنا أبوهريرة بقصة أبي بكر وعمر المبينة في الحديث السابق غير أنه لم يذكر أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياهما بالتوسط في رفع الصوت بالقراءة، وزاد في روايته قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبلال قد سمعتك تقرأ بعض آيات من سورة وبعضًا من سورة أخرى، فقال بلال في سبب جمعه آيات من سور القرآن كلام حسن طيب جمع الله بعضه علي بعض وهو كلام الله أقرأ منه ما تدعو إليه الحاجة

(قوله كلكم قد أصاب) أي كل واحد منكم قد أصاب فيما فعل. وهذا يدل على أن أمره صلي الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أبا بكر عمر في الحديث السابق بالتوسط في رفع الصوت بالقراءة أمر إرشاد إلى الأكمل

(وفي هذا) دليل على جواز رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل وجواز الإسرار فيها وجواز قراءة عدة آيات من سور مختلفة في الصلاة وخارجها وإن كان هذا خلاف الأولى بل الجمهور على كراهته. فقد قال محمَّد بن نصر في كتاب قيام الليل: ذكر عن يحيى بن القطان عن عبد الرحمن ابن حرملة عن سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مر بأبي بكر وهو يقول وهو يخافت، ومر بعمر وهو يجهر ومر ببلال وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة فقال لأبي بكر مررت بك وأنت تجهر، فقال إني أسمع من أناجي، فقال ارفع من صوتك شيئًا وقال لعمر مررت بك وأنت تجهر، فقال أطرد الشيطان وأوقظ الوسنان فقال اخفض شيئًا، وقال لبلال مررت بك وأنت تقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة، فقال أخفض الطيب بالطيب، فقال اقرأ السورة على وجهها. ولرواية قال لبلال إذا قرأت السورة فأنفذها

(أي أتمها) قال أبو عبيد فالأمر عندنا على الكراهة لقراءة الآيات المختلفة كما أنكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على بلال، وذلك أثبت عندي لأنه أشبه بفعل العلماء اهـ

(والحديث) أخرجه البيهقي

(ص) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ نَا حَمَّادٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَقَرَأَ فَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-: "يَرْحَمُ اللَّهُ فُلاَنًا كَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ أَذْكَرَنِيهَا اللَّيْلَةَ كُنْتُ قَدْ أَسْقَطْتُهَا".

(ش) (حماد) بن سلمة تقدم بالأول صفحة ٢٦

(قوله أن رجلًا) هو عبد الله بن

<<  <  ج: ص:  >  >>