(ص) وذاك مثل صيام الدهر) أى لأنّ الحسنة بعشر أمثالها
(قوله لا أفضل من ذلك) أى من صيام يوم وفطر يوم: وظاهره يفيد أنه ليس فى صيام التطوع أفضل من صيام يوم وفطر يوم. ويؤيده رواية البخارى وفيها "صم أفضل الصوم صوم داود صيام يوم وإفطار يوم" وفى أخرى أحب الصيام إلى الله صيام داود, فهو أفضل من صوم يومين وإفطار يوم, ومن صيام الدهر سوى الأيام المنهى عن صيامها. وهو أشد الصيام على النفس لأنه لا يعتاد الصوم ولا الإفطار فيصعب عليه كل منهما (والحديث) من أدلة القائلين بكراهة صيام الدهر وهو أولى للأحاديث الكثيرة الصحيحة الدالة على ذلك
(والحديث) أخرجه أيضا البخارى فى عدة مواضع ومسلم والنسائى وابن ماجه وكذا البيهقى من طريق يحيى قال حدثنى أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثنى عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال لى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ قال قلت بلى يا رسول الله. قال فلا تفعل نم وقم وصم وأفطر, فإنّ لجسدك عليك حقا, وإنّ لعينيك عليك حقا, وإنّ لزوجك عليك حقا, وإنّ لزورك عليك حقا, وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام, فإنّ كل حسنة بعشر أمثالها, وإذا ذاك صيام الدهر كله. قال فشددت فشدد علىّ قلت يا رسول الله إنى أجد قوة. قال فصم من كل جمعة ثلاثة أيام. قال فشددت فشدد علىّ قلت يا رسول الله إنى أجد قوة. قال فصم صيام نبى الله داود عليه السلام ولا تزد على ذلك. قال فقلت وما كان صيام نبى الله داود؟ قال نصف الدهر
باب فى صوم أشهر الحرم
بضمتين جمع حرام, وفى نسخة "فى صوم الأشهر الحرم" بدون لفظ باب, أى فى بيان حكم الصوم فيها وهى أربعة. قال الله تعالى {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} ثلاثة متوالية وهى ذو القعدة, وذو الحجة, والمحرم, وواحد مفرد وهو رجب. ووصفت بالحرم لحرمتها وحرمة القتال فيها فى الجاهلية وصدر الإسلام. وقد نسخ هذا عند أكثر أهل العلم. وقال عطاء إنه لم ينسخ