(قوله وتحويل عافيتك) وفي نسخة وتحول بتشديد الواو المضمومة أي تبدل ما رزقتني من الصحة إلى الأمراض والأسقام. والفرق بين الزوال والتحول أن الزوال يقال في شيء قائم بغيره ثم فارقه من غير بدل. والتحول تغير الشيء وانفصاله عن غيره مع البدل فزوال النعمة ذهابها من غير بدل, وتحول العافية إبدال الصحة بالمرض
(قوله وفجأة نقمتك) أي بغتتها وفجأة بفتح الفاء وسكون الجيم, وروي فجاءة بضم الفاء والمد يقال فاجأة مفاجأة إذا بغته من غير تقدم سبب. والنقمة بكسر النون وفتحها مع سكون القاف فيهما العقوبة, ومنه قوله تعالى "فينتقم الله منه" أي يعاقبه. واستعاذ صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم من فجأة النقمة لا من النقمة مطلقًا لأن فجأتها أشد من نزولها تدريجيًا
(قوله وجميع سخطك) أي وجميع أسباب غضبك. والسخط بفتحتين مصدر سخط من باب تعب, والسخط بالضم اسم منه الغضب وهو من ذكر العام بعد الخاص
(ش)(رجال الحديث)(بقية) بن الوليد تقدم بالثاني صفحة ١٧٣. و (ضبارة) بضم ففتح (ابن عبد الله) بن مالك (بن أبي السليك) بفتح السين وبالكاف. وفي بعض النسخ السليل باللام الحضرمي أبو شريح الحمصي. روى عن دويد بن نافع وأبي الصلت. وعنه ابنه محمَّد وبقية بن الوليد وإسماعيل بن عياش. قال ابن القطان مجهول وقال ابن حبان يعتبر حديثه من رواية الثقات عنه. روي له النسائي وابن ماجه وأبو داود والبخاري في الأدب و (دويد بن نافع) الأموي مولاهم أبو عيسي الدمشقي. روى عن أبي صالح السمان وعروة بن الزبير وعطاء بن أبي رباح والزهري. وعنه ابنه عبد الله وضبارة بن عبد الله والليث وثقه الذهلي والعجلي وقال ابن حبان مستقيم الحديث إذا كان دونه ثقة. روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه
(معنى الحديث)
(قوله أعوذ بك من الشقاق والنفاق) أي من الخلاف والعداوة ومجانبة طريق الحق ومن أن أضمر الكفر وأظهر الإِسلام ومن أن أرائي في أعمالي. فالنفاق يعم الاعتقاديّ والعملي
(قوله وسوء الأخلاق) عطف عام علي خاص من إضافة الصفة إلى الموصوف أي الأخلاق السيئة. والأخلاق جمع خلق وهو ملكة راسخة في النفس