وسلم فقال يابن الخصاصية ما أصبحت تنقم على الله تماشي رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقلت ما أنقم علي الله شيئًا كل خير فعل بي الله فأتى علي قبور المشركين فقال لقد سبق هؤلاء بخير كثير ثلاث مرار ثم أتى على قبور المسلمين فقال لقد أدرك هؤلاء خيرًا كثيرًا ثلاث مرار فبينما هو يمشي إذ حانت منه نظرة فإذا رجل يمشي بين القبور عليه نعلان فقال يا صاحب السبتيتين ويحك ألق سبتيتيك فنظر فلما عرف رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم خلع نعليه فرمى بهما، قال البيهقي هذا حديث قد رواه جماعة عن الأسود بن شيبان وهو لا يعرف إلا بهذا الإسناد
(قوله وتولى عنه أصحابه) يعني ذهب عنه من كان يشيع جنازته
(قوله ليسمع قرع نعالهم) أي صوت المشي بالنعال
(والحديث) من أدلة الجهور القائلين بجواز المشي بالنعال في المقابر. قال الخطابي خبر أنس يدل علي جواز لبس النعل لزائر القبور وللماشي بحضرتها وبين ظهرانيها. فأما خبر السبتيتين فيشبه أن يكون إنما كره ذلك لما فيها من الخيلاء وذلك أن النعال السبتية من لباس أهل الترفه والتنعم فأحب صلى الله تعالى عليه وعلي آله وسلم أن يكون دخول المقابر علي زي أهل التواضع ولباس أهل الخشوع اهـ وقد علمت ما في هذا
(فقه الحديث) دل الحديث علي أن الميت ترد إليه الروح بعد الدفن. وعلي أنه يحس ويشعر بما يقع من الأحياء
(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي مختصرًا والبيهقي، وأخرجه مسلم والبخاري مطولًا واللفظ له عن أنس أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلي آله وسلم قال إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد صلى الله تعالى عليه وعلي آله وسلم؟ فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبذلك الله به مقعدًا من الجنة فيراهما جميعًا، وأما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول لا أدري كنت أقول ما يقوله الناس فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين