للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال الزهري بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط "أي كثير شديد الحمرة". وقال يزيد بن أبي زياد قتل الحسين رضي الله عنه ولى أربع عشرة فصار الورس الذي في عسكرهم رمادًا "والورس نبت طيب الرائحة" واحمرت آفاق السماء. ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها النيران. وقال المغيرة إن مرجانة قالت لابنها عبيد الله بن زياد: يا خبيث قتلت ابن بنت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لا ترى والله الجنة أبدًا.

وعن سلمة امرأة

من الأنصار قالت: دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت ما يبكيك؟ قالت رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الآن في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب. فقلت مالك يا رسول الله؟ قال شهدت قتل الحسين آنفًا. أخرجه الترمذي

(وفي هذه القصة) تصديق لقول النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: إن أهل بيتي سيلقون بعدي من أمته قتلًا وتشديدًا، وإن أشدّ قومنا لنا بغضًا بنو أمية وبنو مخزوم. رواه الحاكم.

هذا وإن الله تعالى ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، فقد قضى الله تعالى أن قتل عبيد الله بن زياد وأصحابه يوم عاشوراء سنة سبع وستين شر قتلة: جهز إليه المختار بن أبي عبيد جيشًا، فقتله إبراهيم بن الأشطر أمير الجيش ضربه بسيفه فقدّه نصفين، شرقت رجلاه وغربت يداه وقطع رأسه، وبعث به إلى المختار فبعث به المختار إلى ابن الزبير وبعثه الزبير إلى علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهم، فقد قال عمارة بن عمر لما جيء برأس عبيد الله ابن زياد وأصحابه فنضدت رءوسهم في رحبة المسجد "وضعت بعضها فوق بعض" فانتهيت إليهم وهم، يقولون قد جاءت قد جاءت، فإذا حية قد جاءت فجعلت تخلل الرءوس حتى دخلت في منخر عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت ثم عادت فدخلت فيه ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثًا. أخرجه الترمذي وصححه.

وقد اختلفوا في مكان رأس الحسين بعد نقله إلى الشام، فقيل إنه وضع في خزائن السلاح حتى تولى سليمان بن عبد الملك فأمر بمجيء الرأس فطيب وكفن ودفن، وقيل إن زيد أمر أن يطاف بالرأس البلاد فطيف به حتى انتهى إلى عسقلان فدفنه أميرها بها، فلما تغلب الإفرنج علي عسقلان نقل الرأس الصالح طلائع وزير الفاطميين إلى مصر، ودفن بالمشهد الحسينى المعروف بالقاهرة سنة ثمان أو تسع وأربعين وخمسمائة. وذهبت الإمامية إلى أنه أعيد إلى الجثة ودفن بكربلاء بعد أربعين يومًا من المقتل.

وذهب آخرون منهم الزبير بن بكار والعلاء الهمداني إلى أنه حمل إلى أهله فكفن ودفن بالبقيع عند قبر أمه وأخيه الحسن. واعتمد هذا القرطبي

(قوله للسائل حق الخ) أي لطالب العطاء حق إعطائه وإن كان ظاهره الغنى تحسينًا للظن به حيث أهان نفسه بذلّ السؤال فلا يخيب بالتكذيب والحرمان مع إمكان صدقه في دعواه، فقد يكون الفرس عارية أو يكون ذا عيال لا يقدرون علي الكسب فيستعين بالفرس علي السعي عليهم، أو يكون مدينًا دينًا يبيح له أخذ الصدقة، أو يكون مسافرًا احتاج في الطريق، إلى غير

<<  <  ج: ص:  >  >>