البيهقي بإسناد حسن من حديث بريدة عن أبيه فسماها أم محجن. وذكر ابن منده في الصحابة أن خرقاء اسم امرأة سوداء كانت تقم المسجد. فيمكن أن يكون اسمها خرقاء وأن تكون كنيتها أم محجن
(قوله كان يقم المسجد) بضم القاف من باب قتل أي مجمع القمامة وهي الكناسة ويخرجها منه
(قوله ففقده النبي) يعني غاب ذلك الشخص عنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم
(قوله فقيل مات) القائل أبو بكر في رواية البيهقي
(قوله ألا آذيتموني به) بالمد أي هلا أعلمتموني بموته. زاد مسلم في روايته فكأنهم صغروا أمرها أو أمره. وفي رواية للبخاري فحقروا شأنه. وزاد ابن خزيمة من طريق العلاء قالوا مات من الليل فكرهنا أن نوقظك
(قوله فصلى عليه) زاد مسلم وابن حبّان ثم قال صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله ينورها عليهم بصلاتي عليهم.
وأخرج هذه الزيادة أيضًا أبو داود الطيالسي وزاد بعدها "فقال رجل من الأنصار إن أبي أو أخي مات أو دفن فصل عليه فانطلق معه رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم"
وروى ابن حبان من طريق خارجة بن زيد بن ثابت عن عمه زيد بن ثابت قال خرجنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فلم وردنا البقيع إذا هو بقبر فسأل عنه فقالوا فلانة فرفعها فقال ألا آذنتموني بها؟ قالوا كنت قائلًا صائمًا قال فلا تفعلوا: ما مات منكم ميت ما كنت بين أظهركم إلا ناديتموني به فإن صلاتي عليه رحمة ثم أتى القبر فصففنا خلفه فكبر عليه أربعًا
(وفي هذا كله) دلالة على مشروعية الصلاة على القبر لمن لم يكن صلى على تلك الجنازة. وبهذا قال ابن سيرين والشافعية
واختلفوا إلى أي وقت تجوز الصلاة على القبر. فقيل إلى شهر لأن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم صلى على أم سعد بن عبادة بعد ما دفنت بشهر كامل رواه الترمذي. وبهذا قالت الحنابلة أيضًا.
وقيل ما لم يبل لأنه إذا بلي لم يبق ما يصلى عليه.
وقيل يصلى عليه أبدًا لأن القصد من الصلاة الدعاء للميت وهو يجوز في كل وقت.
وقال إسحاق يصلي الغائب على القبر إلى شهر ويصلي عليه الحاضر إلى ثلاث.
وقالت الحنفية إن دفن بغير صلاة صلى عليه إن غلب على الظن أنه لم يتفسخ وإلا لم يصل عليه. وعن أبي يوسف يصلي عليه إلى ثلاثة أيام وهو قول للشافعية ومن صلى عليه لا يصلي على قبره إلا لولي تقدم عليه من ليس له حق المتقدم ولم يتابعه.
وقالت المالكية من دفن بلا صلاة عليه أخرج وصلي عليه إن لم يخف تغيره وإلا صلي على قبره وجوبًا ما لم يظن فناؤه أما من صلي عليه فتكره الصلاة علي قبره.
وقال النخعي لا يصلى على قبر. وهي رواية عن مالك. وأجابوا عن حديث الباب ونحوه بأن ذاك من خصوصياته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مستدلين بما تقدم في رواية مسلم وابن حبّان من قوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم"