للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(قوله

(ص) عن امرأة من بني النجار) قال ابن حجر صحابية لم تسمّ اهـ لكن في رواية ابن سعد في الطبقات أنها النوّار أم زيد بن ثابت

(معنى الحديث)

(قوله فكان بلال يؤذن عليه) أى على بيتي للمبالغة في الإعلام بدخول وقت الصلاة

(قوله تمطى) وفي نسخة تمطأ أى تمدّد لطول جلوسه وليحصل له النشاط

(قوله اللهم إني أحمدك الخ) أى أثني عليك الثناء الجميل على الإسلام وعلى خدمة الأذان وأطلب منك الإعانه على هداية قريش لأن يقيموا دينك. وخص قريشا بذلك لما لهم من القوّة والغلبة فحيث أسلموا أسلم غيرهم ولعلّ هذا كان قبل فتح مكة

(قوله والله ما علمته كان تركها) كان زائدة بين المفعولين والغرض منه تقوية ما ذكرته عن بلال

(فقه الحديث) دلّ الحديث على أنه ينبغى أن يكون الأذان على مكان يرتفع لأن المقصود منه إعلام الناس بدخول وقت الصلاة وكلما كان المكان أرفع كان الإعلام أبلغ وقد جاء في الأذان على مرتفع أحاديث وآثار (منها) ما رواه ابن أبى شيبة قال حدثنا أبو خالد عن هشام عن أبيه قال أمر النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بلالا أن يؤذن يوم الفتح فوق الكعبة (ومنها) ما رواه أيضا من طريق عبد الأعلى عن الجريرى عن عبد الله بن شقيق قال من السنة الأذان في المنارة والإقامة في المسجد وكان عبد الله يفعله (ومنها) ما ذكره السمهودى عن ابن زبالة قال حدثني محمد بن إسماعيل وغيره قال كان في دار عبد الله بن عمر أسطوانة في قبلة المسجد يؤذن عليها بلال يرقى إليها بأقتاب (وينبغى) أن لا يتفاحش المكان في الارتفاع كما يفعله أهل زماننا في مناورهم لما في ذلك من السرف المؤدى لضياع المال ولما فيه من ضياع حكمة الأذان التي هي الإعلام فإن صوته حينئذ قلّ من يسمعه (قال) في المدخل من السنة الماضية أن يؤذن المؤذن على المنار فإن تعذر ذلك فعلى سطح المسجد فإن تعذر ذلك فعلى بابه "وكان" المنار عند السلف رضوان الله تعالى عليهم بناء يبنونه على سطح المسجد كهيئته اليوم لكن هؤلاء أحدثوا فيه أنهم عملوه مربعا على أركان أربعة "وكان" في عهد السلف رضوان الله تعالى عليهم مدوّرا. وكان قريبا من البيوت خلافا لما أحدثوه اليوم من تعلية المنار وذلك يمنع لوجوه (أحدها) مخالفة السلف رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُم (الثاني) أنه يكشف على حريم المسلمين (الثالث) أن صوته يبعد عن أهل الأرض. ونداؤه إنما هو لهم (وقد) بنى بعض الملوك في المغرب منارا زاد في علوّه فبقى المؤذن إذا أذن لا يسمع أحدا ممن تحته. وهذا إذا كان المنار تقدّم وجوبه على بناء الدار. وأما إذا كانت الدور مبنية ثم جاء بعض الناس يريد أن يعمل المنار فإنه يمنع من ذلك لأنه يكشف عليهم اللهم إلا أن يكون بين المنار والدور سكك وبعد بحيث إنه إذا طلع المؤذن على المنار ورأى الناس على أسطحة بيوتهم لا يميز بين الذكر والأنثى

<<  <  ج: ص:  >  >>