للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرون قصة وقرنين, ولا تشبهيها بالرجال, وليكن كفنها خمسه أثواب إحداهن الذي تلف بها فخذاها, ولا تنقصي من شعرها شيئًا يعني بنورة ولا غيرها وما سقط من شعرها فاغسليه ثم أعيديه في شعر رأسها أوقال اغرزيه وطيبي شعر رأسها وأحسني تطيبيه إن شئت واجعلي كل شيء منها وترًا ولا تنسى ذلك, فإن بدًا لك أن تجمريها في نعشها فاجعليه نبذه واحدة حتى يكون وترًا.

هذا بيان كفنها. ورأسها وإن كانت مجدورة أو مخضوبة أو أشباه ذلك فخذي خرقة واسعة فاغسليها في الماء. وفي رواية فاغمسيها في الماء, وزاد في رواية أخرى واجعلي تتبعى كل شيء منها ولا تحركيها فإني أخشى أن ينفجر منها شيء لا يستطاع رده

(قال البيهقي) رواه أبو عيسى الترمذي عن محمود بن غيلان فزاد عند قوله وأحسني تطييبه ولا تغسليه بماء سخن وأجمريها بعد ما تكفنيها بسبع إن شئت اهـ.

[باب في المسك للميت]

وفي بعض النسخ باب المسك للميت أي يجعل في كفنه أو على بدنه

(ص) حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نَا الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "أَطْيَبُ طِيبِكُمُ الْمِسْكُ".

(ش) (أبو نضرة) المنذر بن مالك تقدم بالثالث ص ٢٧٢

(قوله أطيب طيبكم المسك) لعل الصحابة رضي الله عنهم لما علموا ان السنة أن يطيب الميت سألوه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أي طيب أحسن؟ فقال أطيب طيبكم المسك كما في رواية للنسائي "من خير طيبكم المسك" يعني فطيبوه به, فيكون الحديث مطابقًا للترجمة. ويطيب الميت بالمسك لما تقدم من أن الملائكة تحضره كما في رواية عبد الرازق في مصنفه عن سلمان أنه استودع امرأته مسكًا فقال إذا مت فطيبوني به, فإنه يحضرني خلق من خلق الله لا ينالون من الطعام والشراب يجدون الريح. وما في رواية أبي بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله عن حميد عن أنس أنه جعل في حنوطه صرة من مسك أوسك فيه شعر من شعر رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. والحنوط وزان رسول ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى وأحسامهم خاصة. والسك الجراب.

وما في رواية أيضًا عن ابن سيرين قال. سئل ابن عمر عن المسك يجعل في الحنوط قال أوليس أطيب طيبكم المسك؟

(فقه الحديث) دل الحديث على أن المسك من أفضل الطيب وأطيبه. وعلى أنه طاهر يجوز استعماله في البدن والثوب وهو مجمع عليه. وما نقل عن الشيعه من أنه غير طاهر فمردود بإجماع المسلمين وبالأحاديث الصحيحة الواردة في استعماله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>