للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و (سفيان) الثوري أو ابن عيينة, فإن كلاهما من تلاميذ منصور بن المعتمر وشيوخ ابن كثير و (أبو وائل) شقيق بن سلمة

(قوله وأطعموا الجائع) أي أعطوا المحتاج إلى الطعام والأمر في للندب ما لم يصل الجائع حدّ الاضطرار, وإلا كان إطعامه واجبًا كفائيًا إذا علم بحاله أكثر من واحد من الموسرين وعينيًا إذا لم يعلم إلا واحد

(قوله وعودو المريض) أمر بعيادته لما فيها من التعاطف والتواد وإدخال السرور على المريض ومعاونته فيما يحتاجه. والأمر قيل للوجوب علي أنه فرض كفاية وقيل سنة مؤكدة وهو قول الجمهور وجزم الداودي بالأول, والمعول عليه ما عليه الجمهور وأنها قد تصل إلى الوجوب العيني إذا ترتب على تركها ضياع المريض وعدم القيام بمصالحه

(قوله وفكوا لعاني) أمر من فك من باب قتل أي خلصوا الأسير المسلم من قهر العدو بمال أو غيره يقال: فككت الرهن فكًا إذا خلصته والاسم الفكاك بفتح الفاء وكسرها والأمر فيه للوجوب على وجه الكفاية وإليه ذهب الجمهور, وقيل تخليصه يكون من بيت المال ومثله في ذلك المحبوس ظلمًا فيجيب على من قدر على إنقاذه السعي في إطلاق سبيله بمال أو جاه

(فقه الحديث) دل الحديث على الحث علي التحلي بأسباب التراحم والتعاطف والتواصل التي منها ما ذكر في الحديث

(والحديث) أخرجه أيضًا أحمد والبخاري في كتاب الأطعمة ونحوه في الوليمة من كتاب النكاح وأخرجه النسائي والبيهقي

(ص) حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ يَحْيَى نَا شُعْبَةُ نَا يَزِيدُ أَبُو خَالِدٍ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ "مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ إِلاَّ عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ".

(ش) في بعض النسخ ذكر هذا الحديث وما بعده تحت ترجمة "باب الدعاء للمريض عند العيادة" والمناسب إسقاطها لأن فيهما الدعاء بالشفاء للمريض فهما داخلان تحت ترجمة "باب الدعاء للمريض بالشفاء عند العيادة"

(رجال الحديث) (الربيع بن يحيى) بين مقسم أبو الفضل الأشناني بضم الهمزة وسكون المعجمة. روى عن الثوري وحماد بن سلمة ووهيب بن خالد وغيرهم. وعنه البخاري وأبو داود وأبو حاتم وجماعة, قال أبو حاتم ثقة ثبت وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن قانع ضعيف وقال الدارقطني ضعيف ليس بالقوي يخطئ كثيرًا, وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>