للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التقريب صدوق من كبار العاشرة له أوهام. توفي سنة أربع وعشرين ومائتين

(معنى الحديث)

(قوله لم يحضر أجله) أي لم يأت وقت انتهاء حياته, ومفهومه أن المريض الذي حضر أجله لا يفيده الدعاء في تأخير أجله, وهذا لا ينافي أن يفيده في شيء آخر كأن يهون عليه سكرات الموت والحساب وغير ذلك من أمور الآخرة

(قوله أسأل الله العظيم الخ) أي العالي قدره المرتفع سلطانه القاهر عباده. ورب بالنصب صفة لله ويجوز رفعه على أنه خبر لمبتدأ محذوف.

والعرش في اللغة السرير والمراد به هنا جسم عظيم نوراني فوق الكرسي وهو أعظم المخلوقات, فقد أخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبي ذر أنه سأل رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عن الكرسي فقال يا أبا ذر: ما السموات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة والأولى الإمساك عن القطع بتعيين حقيقته لعدم ثبوت ما يدل عليها

(قوله إلا عافاه الله من ذلك المرض) أي لا يقول ذلك أحد عند واحد من المرضي إلا عافاه الله من مرضه, فأداة النفي مقدرة ليصح الكلام بدليل ما يأتي في رواية الترمذي. ويحتمل أن من في قوله من عاد للاستفهام الإنكاري بمعني النفي كقوله تعالى من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه

(فقه الحديث) دل الحديث علي أن عيادة المريض مشروعة. وعلى أن من حضر أجله لا مفر من موته. وعلى أن العدد الوارد عن الشارع في العبادة له سر تترتب عليه ثمرته وعلى أن الدعاء ينفع

(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي وابن حبان والبيهقي, وكذا الترمذي بلفظ ما من مسلم يعود مريضًا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي. قال الترمذي حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث المنهال بن عمرو , وأخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين اهـ لكن في سنده يزيد أبو خالد الدالاني وفيه مقال

(ص) حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ الرَّمْلِيُّ نَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ يَعُودُ مَرِيضًا فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ يَنْكَأُ لَكَ عَدُوًّا أَوْ يَمْشِي لَكَ إِلَى جَنَازَةٍ".

(ش) (ابن وهب) عبد الله. و (الحبلي) بضم الحاء المهملة والموحدة وتشديد اللام هو عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المعافري تقدم بالثاني ص ١٠٠

(قوله ينكأ لك عدوًا) بفتح المثناة التحتية وبالهمز آخره من باب منع أي يجرح لإرضائك عدوًا لدينك, والفعل مجزوم في

<<  <  ج: ص:  >  >>