إلا في الأوتار. وقال ابن مسعود أيضًا إنها في تسع عشرة كما ذكره عنه محمَّد بن نصر بلفظ التمسوها في سبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين ويقول أما في سبع عشرة أو تسع عشرة فإن في صبيحتها يوم بدر وقرأ (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ).
وممن قال إنها ليلة سبع عشرة أيضًا زيد بن أرقم كما في رواية ابن أبي شيبة والطبراني عنه قال لا أمترى ولا أشك أنها ليلة سبع عشرة من رمضان ليلة أنزل فيها القرآن وذكر محمَّد بن نصر عنه أنه قال إنها ليلة أنزل الله فيها القرآن وأعزّ في صبحها الإِسلام وأذل فيها أئمة الكفر وفرق في صبحها بين الحق والباطل اهـ
(ش) أي إجتهدوا واطلبوا ليلة القدر في السبع الأواخر من رمضان. والمراد بالسبع التي هي آخر الشهر التي تبتدئ من ليلة ثلاث وعشرين. واختار التوربشتي أن يراد بالسبع السبع بعد العشرين لتناوله إحدى وعشرين وثلاثًا وعشرين اهـ
لكنه خلاف الظاهر المتبادر من الحديث بل المتبادر الأول.
ويؤيد بقاءه على ظاهره رواية البخاري ومسلم والبيهقي ومحمد بن نصر عن نافع عن ابن عمر أن رجالًا من أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إني أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحرّيها فليتحرها في السبع الأواخر اهـ.
هذا وحديث الباب لا ينافي أحاديث التمسوها في العشر الأواخر لأنَّه يحتمل أن يكون صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم علم أولًا أنهما في العشر الأواخر فأخبر به ثم علم أنهما في السبع الأواخر فأخبر به. أو أنه حض القوي على قيام العشر الأواخر وحض الضعيف على قيام السبع. وقال الشافعي والذي عندي أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يجيب علي نحو ما سئل يقال له نلتمسها في ليلة كذا فيقول التمسوها في ليلة كذا اهـ
(والحديث) أخرجه مالك أيضًا ومسلم والبيهقي بلفظ المصنف وأخرجاه أيضًا وكذا البخاري ومحمد بن نصر بلفظ تقدم