للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما يكون ذلك بالصبر والرضا بالقضاء والقدر

(فقه الحديث) دل الحديث على مزيد تواضعه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ورفقه بالجاهل ومسامحته للمصاب وقبول اعتذاره, وعلى ملازمته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وعلى أن الرئيس ينبغي له أن لا يتخذ حاجبًا: وبه قال الشافعي وغيره, وقال جماعة يجوز عند الحاجه.

واتفقوا على كراهة دوامه وقد يحرم لحديث من ولاه الله من أمر الناس شيئًا فاحتجب عن حاجتهم, احتجب الله على حاجته يوم القيامة رواه أبو داود والترمذي بسند جيد عن أبي مريم الأسدي. وعلى ذم الجزع وأنه منهي عنه لأمره صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم المرأة بالتقوى مقرونًا بالصبر. وعلى أنه ينبغي تحمل الأذى عند بذل النصيحة, وعلى أن المتكلم إن خاطب غيره جاهلًا شخصه ولم يقصده بالخطاب لا يؤاخذ به, ولذا قال بعض العلماء إذا قال الرجل يا هند أنت طالق فكانت عمرة أن عمرة لا تطلق

(والحديث) أخرجه أيضًا البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وأبو نعيم والطبراني والبيهقي

[باب في البكاء على الميت]

أي فيما يدل على جواز البكاء على الميت بلا نوح ولا ندب ولا شق حبيب, والبكاء بالمد والقصر بمعنى, وقيل بالقصر اسم لخروج الدموع بلا صوت وبالمد اسم له مع الصوت, وفي بعض النسخ "باب البكاء على الميت"

(ص) حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ نَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ ابْنَةً لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ وَأَنَا مَعَهُ وَسَعْدٌ وَأَحْسِبُ أُبَيًّا أَنَّ ابْنِي أَوْ بِنْتِي قَدْ حُضِرَ فَاشْهَدْنَا. فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلاَمَ فَقَالَ "قُلْ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَمَا أَعْطَى وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ إِلَى أَجَلٍ". فَأَرْسَلَتْ تُقْسِمُ عَلَيْهِ فَأَتَاهَا فَوُضِعَ الصَّبِيُّ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ فَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ مَا هَذَا قَالَ "إِنَّهَا رَحْمَةٌ وَضَعَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ مَنْ يَشَاءُ وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ".

<<  <  ج: ص:  >  >>