(ش)(أبو كامل) فضيل بن حسين بن الجحدري تقدم بالأول صفحة ٢٢٧ وكذا (سعيد) بن أبي عروبة صفحة ٦٩. و (قتادة) بن دعامة
(قوله في هذه الآية الخ) أي في تفسير هذه الآية وبينها بقوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع الخ أي تتباعد جنوبهم عن مواضع الاضطجاع، والمراد أنهم كانوا يشتغلون بعبادة الله تعالى ودعائه عن طيب المضجع لما يرجونه من رحمة الله وإحسانه ويتضرعون إلى الله تعالى خوفًا من عقابه وطمعًا في رحمته وإنعامه ويتصدقون مما رزقهم الله بأنواع الصدقات فرضًا ونفلًا
(قوله قال كانوا يتيقظون الخ) أي قال أنس نزلت الآية في شأن قوم كانوا يصلون بين المغرب والعشاء، وفي نسخة كانوا يتنفلون ما بين المغرب والعشاء، فقد رأى أنس أن المراد من الآية التنفل بين المغرب والعشاء. فقد أخرج الطبري في تفسيره بسنده إلى مالك بن دينار عن أنس بن مالك أن هذه الآية نزلت في رجال من أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وعلي آله وسلم كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) وأخرج بسنده إلى قتادة عن أنس (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) قال يتطوعون فيما بين المغرب والعشاء. وروى ذلك أيضًا عن عبد الله بن عيسى قال كان ناس من الأنصار يصلّون ما بين المغرب والعشاء فنزلت فيهم (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ)، وعن ابن المنكدر وأبي حازم قالا (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) هي صلاة ما بين المغرب وصلاة العشاء صلاة الأوابين ذكره محمد بن نصر في قيام الليل. وأخرج ابن مردويه من رواية يزيد بن أسلم عن أبيه قال قال بلال لما نزلت هذه الآية (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) كنا نجلس في المجلس وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يصلون بين المغرب إلى العشاء، وممن قال بذلك أيضًا سعيد بن جبير وزين العابدين وقتادة وعكرمة. فقد أخرج الطبري بسنده إلى سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) قال كانوا يتنفلون ما بين صلاة المغرب