للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به إلى ثوابه وجزائه فإن قبره يكون حينئذ روضة من رياض الجنة، وإن يكن عمله غير صالح فأسرعوا به لتبعدوا أهل النار عن أعناقكم، والقبر حينئذ حفرة من حفر النار. ويحتمل أن يكون قوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فبعدًا دعاء منه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على أهل النار كقوله تعالى (وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)

(قوله والجنازة متبوعة) أي يتبعها من يشيعها بمشيه خلفها (ولا تتبع) بفتح المثناة الفوقية والموحدة وسكون المهملة وبرفعها على النفي أي لا ينبغي لمن يسير مع الجنازة أن يتقدمها وهو تأكيد لما قبله

(قوله ليس معها من تقدمها) وفي نسخة ليس معها ما يقدمها أي أن من تقدم أمام الجنازة من المشيعين لا يكون مشيعًا لها فلا يستحق ثواب التشييع على الوجه الأكمل. وهذا الحديث من أدلة القائلين إن المشي خلف الجنازة أفضل، لكنه ضعيف لأنه من طريق يحيى بن عبد الله المجبر عن أبي ماجدة وهما ضعيفان كما تقدم.

وفي بعض النسخ زيادة قوله "قال أبو داود هو ضعيف. يحيى بن عبد الله وهو يحيى الجابر. قال أبو داود وهذا كوفي وأبو ماجدة بصري. قال أبو داود أبو ماجدة هذا لا يعرف" قال ابن حجر في التلخيص ضعفه البخاري وابن عدي والترمذي والنسائي والبيهقي وغيرهم

(فقه الحديث) دل الحديث على أن من جهل شيئًا ينبغي له أن يسأل عنه أهل العلم. وعلى أنه ينبغي لمن سار مع الجنازة أن يسير معها سيرًا وسطًا. وعلى أن الأفضل للمشيع ألا يكون أمامها، وعلى الترغيب في مصاحبة الأخيار والتنفير ما مصاجة الأشرار

(والحديث) أخرجه أيضًا ابن ماجه والترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وأخرجه البيهقي وقال أبو ماجد مجهول ويحيى الجابر ضعفه جماعة من أهل النقل

(باب الإِمام يصلي على من قتل نفسه)

هو على تقدير الاستفهام أي أيصلي؟ وفي بعض النسخ "باب الإِمام لا يصلي على من قتل نفسه"

(ص) حَدَّثَنَا ابْنُ نُفَيْلٍ نَا زُهَيْرٌ نَا سِمَاكٌ حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ مَرِضَ رَجُلٌ فَصِيحَ عَلَيْهِ فَجَاءَ جَارُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُ إِنَّهُ قَدْ مَاتَ. قَالَ "وَمَا يُدْرِيكَ". قَالَ أَنَا رَأَيْتُهُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ". قَالَ فَرَجَعَ فَصِيحَ عَلَيْهِ فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ إِنَّهُ قَدْ مَاتَ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ". فَرَجَعَ فَصِيحَ

<<  <  ج: ص:  >  >>