للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(والحديث) أخرجه أيضًا مسلم والنسائي والترمذي وابن ماجه

(ص) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ نَا الأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَصْحَابُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَلَهُمْ فُضُولُ أَمْوَالٍ يَتَصَدَّقُونَ بِهَا وَلَيْسَ لَنَا مَالٌ نَتَصَدَّقُ بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "يَا أَبَا ذَرٍّ أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تُدْرِكُ بِهِنَّ مَنْ سَبَقَكَ وَلاَ يَلْحَقُكَ مَنْ خَلْفَكَ إِلاَّ مَنْ أَخَذَ بِمِثْلِ عَمَلِكَ". قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ "تُكَبِّرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَتَحْمَدُهُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَتُسَبِّحُهُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَتَخْتِمُهَا بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ".

(ش) (قوله ذهب أصحاب الدثور بالأجور) الدثور جمع دثر بفتح فسكون المال الكثير. والأجور جمع أجر وهو ما يعود على الإنسان من ثواب عمله, والمراد أخذ أرباب الأموال الكثيره الثواب لتصدقهم بفضول أموالهم دوننا. وفي رواية مسلم ذهب أهل الدثور وبالدرجات العلا والنعيم المقيم

(قوله ولهم فضول أموال يتصدقون بها) وفي نسخه فضل أموال أي لهم أموال فاضلة عن كفايتهم يتصدقون بها. وفي رواية للبخاري وأنفقوا من فضول أموالهم وليس لنا أموال وفي رواية لمسلم ويتصدقون ويعتقون ولا نعتق

(قوله وليس لنا مال نتصدق به) أي وليس لنا مال زائد عن حاجتنا نتصدق به. وقالوا ذلك تحسرًا على ما فاتهم من الصدقة والبر مما لا يقدرون عليه وتعذر عليهم فعله لفرط حرصهم وقوة رغبتهم في العمل الصالح ظنًا منهم أن الصدقة لا تكون إلا بالمال, فأرشدهم النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إلى ما يدركون به من سبقهم

(قوله إلا من أخذ بمثل عملك) يعني إلا من عمل عملًا مثل عملك, وقال صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ذلك تشويقًا له فيما سيذكره وتنبيها على عظم شأن ما يلقيه عليه

(قوله تكبر الله دبر كل صلاة الخ) أي تقول عقب كل صلاة الله أكبر ثلاثًا وثلاثين والحمد لله كذلك وسبحان الله كذلك وتختمها بقول لا إله إلا الله الخ

(وفي هذه) الرواية تقديم التكبير وتأخير التسبيح. وأكثر الروايات عند مسلم وغيره تقديم التسبيح

<<  <  ج: ص:  >  >>