(ش)(أبو الأشعث) هو ابن شرحبيل بن آدة تقدم في الجزء الثالث صفحة ٢٠٩
(قوله وفيه النفخة وفيه الصعقة) المراد بالنفخة نفخة البعث وهي النفخة الثانية وبالصعقة النفخة الأولى التي يموت بها من كان حيًا حياة دنيوية إلا الرؤساء من الملائكة لما رواه ابن جرير الطبري بسنده عن أنس بن مالك قال قرأ رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله" فقيل من هؤلاء الذين استثني الله يا رسول الله قال جبراءيل وميكاءيل وملك الموت فإذا قبض أرواح الخلائق قال يا ملك الموت من بقي وهو أعلم قال يقول سبحانك تباركت ربي ذا الجلال والإكرام بقي جبريل وميكاءيل وملك الموت قال يقول يا ملك الموت خذ نفس نفس ميكاءيل قال فيقع كالطود العظيم قال ثم يقول يا ملك الموت من بقي فيقول سبحانك ربي يا ذا الجلال والإكرام بقي جبريل وملك الموت قال فيقول يا ملك الموت من قال فيموت قال ثم يقول يا جبريل من بقي قال فيقول جبريل سبحانك ربي يا ذا الجلال والإكرام بقي جبريل وهو من الله بالمكان الذي هو به قال فيقول يا جبريل لا بد من موتة قال فيقع ساجدًا يخفق بجناحيه يقول سبحانك ربي تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام أنت الباقي وجبريل الميت الفاني قال ويأخذ روحه في الخلقة التي خلق منها قال فيقع على ميكاءيل إن فضل خلقه على خلق ميكاءيل كفضل الطود العظيم على الظرب من الظراب اهـ "والظرب بفتح فكسر هو المكان المرتفع" أما من كان حيًا حياة برزخية فإنه يغشي عليه. فالنفخ في الصور مرّتان وهوظاهر قوله تعالى {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ