و (المسمعي) بكسر الميم الأولى وفتح الثانية بينهما سين ساكنة نسبة إلى مسمع بن شهاب ابن عمرو بن عباد بن ربيعة أبي قبيلة بالبصره. و (صالح بن أبي عريب) بفتح العين المهملة واسم أبي عريب قليب بالتصغير ابن حرمل الحضرمي. روى عن كثير بن مرة وخلاد بن السائب ومختار الحميري. وعنه الليث وحيوة بن شريح وابن لهيعة وغيرهم. ذكره ابن حبان في الثقات وفي التقريب مقبول من السادسة. روى أبو داود والنسائي وابن ماجه
(معنى الحديث)
(قوله من كان آخر كلامه الخ) أي من كان آخر كلامه في الدنيا "لا إله إلا الله دخل الجنة" أي استحق دخولها, وهذا, ويحتمل بقاء الحديث على ظاهرة من الاقتصار على كلمة التوحيد ويحتمل أن المراد بقول لا إله إلا الله الشهادتان إذ لا يكون مسلمًا إلا بهما
(وفي هذا) دلالة على نجاة من كان آخر كلامه الشهادتين من النار. والحديث وإن كان فيه صالح بن أبي عريب وفيه مقال إلا أنه يقويه ما رواه مسلم من حديث عثمان مرفوعًا "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة" وما رواه الطبراني عن أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعًا "من قال عند موته لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله لا تطعمه النار أبدًا" وأخرج مسلم عن أبي ذر مرفوعًا "ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة" وأخرج الحاكم مرفوعًا "إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقًا من قلبه فيموت على ذلك إلا حرم على النار: لا إله إلا الله"
(فقه الحديث) دل الحديث على الترغيب في الإكثار من ذكر لا إله إلا الله, ولا سيما عند المحتضر فإن ذلك سبب للسعادة الأبدية
(قوله لقنوا موتاكم لا إله إلا الله) أي ذكروا من حضره الموت منكم بكلمه التوحيد أو بالشهادتين ولا تأمروهم بذلك ولا تلحوا عليهم لأن الساعة ساعة ضيق وكرب. وربما كان ذلك سببًا في تغير حال الميت والعياذ بالله تعالى أو في زيادة الضيق عليهم, فالمراد بالميت المحتضر كما ذكره ابن حبان وغيره للأحاديث السابقة ولما رواه أبو حفص عمر شاهين عن ابن عمر مرفوعًا "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإنه ليس مسلم يقولها عند الموت إلا أنجته من النار" وبهذا التلقين قالت الأئمة ومنهم المالكية في المشهور عنهم: قال النووي في شرح مسلم الأمر بهذا التلقين أمر ندب وأجمع العلماء على هذا التلقين,