للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(معنى الحديث)

(قوله بعثني رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إلى خالد ابن سفيان) أي أرسله لقتل خالد بن سفيان الهذلي فخرج من المدينة يوم الاثنين لخمس خلون من المحرم سنة أربع من الهجرة

(قوله فكان نحو عرنة وعرفات) يعني قريبًا من عرنة وعرفات وعرنة بضم العين المهملة وفتح الراء بطن الوادي من أرض الحرم قريبة من عرفات

(قوله اذهب فاقتله) أمره صلى الله عليه وآله وسلم بقتله لأنه كان يجمع الناس لغزوه صل الله عليه وآله وسلم

(قوله فرأيته) أي رأيت خالدًا وعرفته بنعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إياه فإني كنت لا أعرفه فسألت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عنه فقال لي إنك إذا رأيته أذكرك الشيطان ووجدت له هيبة فلما انتهيت إليه وجدت العلامة التي قالها لي رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وكنت لا أهاب الرجال

(قوله إني لأخاف أن يكون بيني وبينه ما إن أؤخر الصلاة) يعني أخاف أن يقع بيني وبينه جدال يوجب تأخير الصلاة. فما موصولة اسم يكون وإن زائدة وبيني ويينه متعلق بمحذوف خبر يكون. وفي رواية أحمد إني لأخاف أن يكون بيني ويينه ما يؤخر الصلاة

(قوله وأنا أصلي أومئُ إيماء نحوه) أي والحال أني أصل مشيرًا برأسي للركوع والسجود مستقبلًا الجهة التي فيها خالد بن سفيان فكان استقباله لغير القبلة

(قوله أنك تجمع لهذا الرجل الخ) أي تجمع الجيوش لقتال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجئتك في ذاك أي جئتك لجمعك الجيوش لذلك. وظاهر اللفظ أنه جاء لمساعدته. لكن عبد الله إنما جاء لقتله وإفساد تدبيره ولم يفقه خالد ما أراده

(قوله إني لفي ذاك) أي أشتغل بجمع الناس لقتال محمد صلى الله تعالى عليه وعلي آله وسلم

(قوله فمشيت معه ساعة الخ) أي مقدارًا من الزمن أحدثه فيه فاستطاب الحديث حتى إذا أمكنني الخ أي أقدرني على ما أريد لغفلته واطمئنانه من جهتي واستطابته حديثي وتفرق أصحابه عنه وهدوء الناس ونومهم علوته بسيفي وضربته به حتى مات فقطع رأسه وأخذها ثم دخل غارًا في الجبل فنسج عليه العنكبوت وجاءوا يطلبونه فلم يجدوا شيئًا ثم خرج يسير بالليل ويتوارى بالنهارحتى قدم المدينة فوجد النبي صلي الله عليه وآله وسلم في المسجد فلما رآه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال أفلح الوجه فقال ابن أنيس أفلح وجهك يا رسول الله فوضع الرأس بين يديه وأخبره الخبر فأعطاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عصا وقال تحضر بها في الجنة فكانت عنده فلما حضرته الوفاة أوصى بأن تدرج في كفنه فنفذت وصيته أفاده البيهقي في الدلائل وكان قدومه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم السبت لسبع بقين من المحرم سنة أربع من الهجرة فكانت غيبته ثمان عشرة ليلة

(وبالحديث) استدل علي جواز الصلاة المكتوبة بالإيماء عند خوف خروج الوقت لأن ابن أنيس أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما فعل لما في رواية اليهقي في الدلائل من قوله وأخبرته خبري. ولا بد من كونه صلى

<<  <  ج: ص:  >  >>