وعنه ابنه محمد والليث بن سعد ومنصور بن عمار وخالد بن يحيى العمري وهشام بن عمار وآخرون قال ابن معين ثقة صدوق ما كان بالشام أوثق منه، وقال أحمد لا يكتب حديث الأوزاعي عن أوثق من هقل، وقال أبو حاتم صالح الحديث وقال ابن عمار من أثبت أصحاب الأوزاعي. مات ببيروت سنة تسع وسبعين ومائة. روى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي
(قوله السكسكي) بسينين مهملتين مفتوحتين بينهما كاف ساكنة نسبة إلى سكاسك حي باليمن كما في القاموس و (ربيعة بن كعب) بن مالك المدني كان من أهل الصفة خدم النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم روى له اثنا عشر حديثًا. وروى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ونعيم المجمر وحنظلة بن علي الأسلمي قيل إنه أبو فراس الذي روى عنه أبو عمران الجوني. ويقويه ما رواه الحاكم في المستدرك من طريق المبارك بن فضالة قال حدثني أبو عمران الجوني حدثني ربيعة بن كعب الأسلمي قال كنت أخدم النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقال لي يا ربيعة ألا تتزوج الخ. قال في تهذيب التهذيب وصوب الحاكم أبو أحمد وابن عبد البر تبعًا للبخاري أن ربيعة بن كعب غير أبي فراس الذي روى عنه أبو عمران الجوني اهـ مات سنة ثلاث وستين. روى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي
(معنى الحديث)
(قوله آتيه بوضوئه وبحاجته) أي بالماء الذي يتوضأ به وبما يحتاج إليه من أمور الطهارة وغيرها
(قوله مرافقتك في الجنة الخ) أي أسألك مرافقتك وصحبتك في الجنة، فقال صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أتسأل هذا وغيره فالهمزة للاستفهام داخلة على محذوف والواو عاطفة، ويحتمل أن تكون أو الساكنة التي للإباحة أي يباح أن تسأل هذا أو غيره
(قوله هو ذاك) أي المسئول منك مرافقتك في الجنة لا غير
(قوله فأعني على نفسك بكثرة السجود) أي كن عونًا لي على إصلاح نفسك وجعلها طاهرة مستحقة لما تطلبه بكثرة الصلاة وخص السجود بالذكر لأنه مذلل للنفس وقاهر لها لما فيه من وضع أشرف الأعضاء وأعلاها من الأرض. وأي نفس خضعت لله تعالى استحقت رحمته وإحسانه. وفي الحديث أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء، رواه مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة
(فقه الحديث) دل الحديث على حث الرءيس على الأهتمام بأمر مرءوسيه وسؤاله إياهم ما يحتاجونه، وجواز طلب الرتب الرفيعة، وأن من الناس من يكون مع الأنبياء في الجنة وعلى الحث على مجاهدة النفس وقهرها بكثرة الطاعة، وعلى أن نيل المراتب العلية إنما يكون بمخالفة النفس الدنية، وعلى مزيد فضل الصلاة، وأن كثرتها سبب لعلو الدرجات ومصاحبته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في دار الكرامات. وفيه دليل لمن يقول إن كثرة الركوع والسجود أفضل من طول القيام، وتقدم بيانه في باب الدعاء في الركوع والسجود